حذر الكاتب السعودي «مشاري الذايدي»، مما سماه النفوذ المتصاعد لـ«الإخوان المسلمون» في أوروبا، وخاصة ألمانيا، داعيا إلى مواجهة هذا النفوذ، في الوقت الذي شن فيه ناشطون هجوما عليه، واتهموه بمحاربة كل ما هو سني، لافتين إلى أن هذا النفوذ في صالح الإسلام.
وفي مقال له، نشرته صحيفة «الشرق الأوسط»، قال «الذايدي»، إن لـالإخوان المسلمين نفوذا عميقا في المهاجر الغربية، لافتا إلى أن أحفاء الجماعة ورعيلها الأول «صاروا من النسيج الألماني والأوروبي، واختاروا بدقة العمل في مؤسسات تشكيل الرأي العام ومؤسسات الضغط، فصاروا جنود طروادة، من داخل الأحشاء الأوروبية نفسها، وخط دفاع متقدم للذبّ عن الجماعة وحلفاء الجماعة وسياسات الجماعة، تحت دمغة أوروبية».
وزعم الكاتب المدافع الشرس عن الليبرالية، قيام الاستخبارات الألمانية الداخلية «هيئة حماية الدستور»، بتفحص أنشطة جمعية إخوانية تعرف بـ«ملتقى ساكسونيا» تدير مسجدا يحمل اسم «التقوى» بمدينة راشتات بولاية بادن فوتمبرغ، حيث نقل عن مسؤول بالاستخبارات الألمانية قوله إن الأنشطة الإخوانية تستهدف «تجنيد مزيد من الأفراد».
كما نقل «الذايدي»، عن صحيفة «دي فيلت» الألمانية، قولها إن الجمعية الإسلامية في ألمانيا تضم نحو 13000 عضو، يستغلون الجمعية للتحريض السياسي، وتبييض وجه الجماعة في الغرب.
وختم الكاتب السعودي، مقاله بعبارة «ألمانيا تتكلم (إخواني)!».
وأثار مقال «الذايدي» حفيظة عدد من الناشطين، الذين اتهموه بمحاربة كل ما هو إسلامي، وطالبوه بالدعوة إلى استثمار هذا النفوذ وسط الجاليات الإسلامية، بدلا من مهاجمتهم.
وكان الرد الأبرز من الكاتب السعودي «جمال خاشقجي»، الذي قال: «إن للإخوان نفوذا واسعا بين الجاليات والعمل الإسلامي في عموم الغرب».
وأضاف: «حري بالحكومات أن تستفيد من قدراتهم هذه في القضايا المشتركة».
وفي ذات السياق، اتهم مغردون آخرون، «الذايدي»، بالتحريض علي أي مسلم سني موحد، حتى لو كان ساكن لوحده بكوكب المريخ.
وأشار المغردون، إلى أن «آل سعود» و«آل نهيان»، ومن لف معهم من علمانيين وليبراليين، يطلبون من الدول الأوروبية إغلاق مساجد السنة بحجة «الإخوان»، واعتبروهم هم الأعداء الحقيقيين للسنة.
واتهم الناشطون «الذايدي» بالنفاق لـ«آل سعود»، وتناسي خطر شيعة إيران ونفوذهم، من أجل محاربة «الإخوان»، التي تصنفهم السعودية والإمارات جماعة إرهابية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشن الصحيفة السعودية، هجوما على الإخوان المسلميو في أوروبا، حيث حرضت في تقرير لها خلال فبراير/شباط الماضي، دول أوروبا على مراجعة مواقفها من جماعة «الإخوان»، واتهمت الجماعة باستغلال أجواء الديمقراطية الأوروبية المتاحة للجميع لتنفيذ أجندتها داخل أوروبا وخارجها دفعة واحدة.
وتأتي هذه التحذيرات، متوافقة مع أخرى أطلقتها صحف إسرائيلية مؤخرا، اعتبرت «الإخوان» الخطر الأكبر على أوروبا، وحذرت من مخططات لأسلمة القارة الأوروبية.
وتختلف المصادر في تحديد السنة التي عرفت فيها «الإخوان»، أرض أوروبا، لكنّها تتّفق جميعًا على شخصية محورية في التأسيس، وهو «سعيد رمضان»، السكرتير الشخصي لمؤسس جماعة «الإخوان المسلمون»، «حسن البنا»، وزوج ابنته، الذي هرب من مصر، بسبب القمع والاعتقالات التي تعرّض لها «الإخوان» إبان الحكم الناصري، واستقر في ألمانيا، قبل أن ينتقل إلى سويسرا ويؤسس المركز الإسلامي هناك.