قطر تستضيف أول محادثات مباشرة بين واشنطن و«طالبان» أفغانستان

الأربعاء 1 أغسطس 2018 01:08 ص

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن دبلوماسيا أمريكيا رفيع المستوى، ومسؤولين من حركة «طالبان» الأفغانية، عقدوا اجتماعات في قطر، في أول محادثات مباشرة بين واشنطن والحركة الأفغانية، وذلك في خطوة يمكن أن تؤدي إلى نهاية الصراع الدموي في أفغانستان.

وبحسب مسؤولين في الحركة فإنه تم الاتفاق على عقد مزيد من المحادثات، كما بحثوا إعادة الهدنة في شهر أغسطس/آب الجاري.

ورغم أن واشنطن لم تعترف بالاجتماع بشكل رسمي، فإن وزارة الخارجية أكدت أن المسؤولة البارزة في ملف أفغانستان «أليس ويلز»، سافرت الأسبوع الماضي، إلى الدوحة، وأثنت على جهود الحكومة القطرية ودعمها المستمر للسلام في أفغانستان، حيث تستضيف قطر مكتبا سياسيا للحركة منذ فترة طويلة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية «هيذر نويرت»، إن وجهة نظر واشنطن تكمن في أنه يمكن الحصول على وقف لإطلاق النار يستمر بضعة أيام، فربما يمكننا الحصول على فترة أخرى تدوم فترة أطول، وهذا يعطي الأمل للناس في أفغانستان.

ومن جانبهم، أكد مسؤولون في «طالبان»، أن الاجتماع الذي عقد في أحد فنادق الدوحة، أثمر عن إشارات إيجابية للغاية، وقالوا إنه كان رائعا لبدء محادثات رسمية وهادفة.

وأضافوا: «اتفقنا على الاجتماع مرة أخرى قريبا وحل الصراع الأفغاني من خلال الحوار».

وبحسب «واشنطن بوست»، فقد أصر مسؤولو «طالبان» على عدم حضور أي مسؤول أفغاني الاجتماع وهو ما تم فعلا.

وأصر قادة «طالبان» على أنهم لن يتفاوضوا مع الحكومة الأفغانية؛ بل مع الولايات المتحدة، وشرطهم الوحيد للسلام هو انسحاب القوات الأجنبية كافة.

وكانت الإدارة الأمريكية تصر إلى وقت قريب، على أن تكون جميع المفاوضات بقيادة أفغانية كاملة، في وقت شددت فيه إدارة الرئيس «دونالد ترامب» على أن جهودها العسكرية في أفغانستان ستقتصر على إرسال عدد محدود من القوات الأمريكية وتقديم المشورة للقوات الأفغانية التي تقاتل «طالبان».

لكن مع استمرار الحرب، وما تسببه من سقوط ضحايا مدنيين وسيطرة «طالبان» على مساحات واسعة، فإن العديد من المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن إحباطهم من هذا الصراع الدموي، معلنين استعداد واشنطن للكشف عن طرق جديدة لوقف القتال.

وقبل عدة أشهر، أعلن وزير الخارجية الأمريكي «مايك بومبيو» ذلك واضحا عندما قال، إن واشنطن على استعداد للمشاركة في محادثات مع «طالبان» وحتى مناقشة مستقبل القوات الأمريكية.

وقدم وقف إطلاق النار الذي عقد في عيد الفطر الماضي، دفعة أمل كبيرة لتحقيق المصالحة، وفتح الباب واسعا لانخراط واشنطن بمحادثات مباشرة مع «طالبان».

وزار مسؤول أمريكي العاصمة كابول وإسلام أباد ومناطق أخرى بعدها بأسابيع، وذاعت شائعات بأن واشنطن تجري محادثات سرية مع مسلحي «طالبان».

وقال محللون إنه في الوقت الذي يبلي فيه مسلحو «طالبان» بلاء حسنا في ساحة المعركة وليس لديهم حافز فوري للتحدث، فإن قادتهم تأثروا بالجو التصالحي لهدنة يونيو/حزيران، وقد يشعرون بفرصة جديدة للضغط على المسؤولين الأمريكيين لتنفيذ مطالبهم.

شروط الحركة

ومع ذلك، قال العديد من المراقبين الأفغان الذين تربطهم صلات بـ«طالبان» منذ فترة طويلة إن الحركة قد تُصر على الشروط التي كانت وضعتها سابقا للتفاوض مع واشنطن، والتي ربما لن تقبل بها إدارة «ترامب» بسهولة، مثل فرض الشريعة الإسلامية في البلاد، وانسحاب القوات الأجنبية، فالولايات المتحدة مثلا قد لا تقبل بالانسحاب الكامل من الأراضي الأفغانية حتى لو تحقق السلام، وأصبحت «طالبان» جزءا من الحكومة، فهي تريد أن تحتفظ بقاعدة عسكرية لها.

وقال أحد مسؤولي حركة «طالبان» لوكالات أنباء، إن وفد الحركة الذي التقى مسؤولين أمريكيين طلب حرية التنقل في عدة مناطق داخل أفغانستان، في المقابل طلب الجانب الأمريكي من وفد الحركة القبول بهدنة ثانية خلال عيد الأضحى المقبل.

وقبل يومين، كشف قيادي بحركة «طالبان» أن الأيام الماضية شهدت إجراء أول اتصال مباشر بين الحركة ومسؤولين أمريكيين، لإجراء مناقشات أولية حول محادثات سلام.

ونقلت «أسوشييتد برس» عن قيادي بالحركة (لم تذكر اسمه) قوله إن «اجتماعا مفيدا حدث مع كبيرة المبعوثين الأمريكيين إلى جنوب آسيا، أليس ويلز، في قطر، هذا الأسبوع».

وأضاف أن اجتماعا ثانيا سيتم عقده، لكنه لم يحدد موعده.

وسعت الحركة منذ فترة طويلة إلى محادثات مباشرة مع واشنطن، لافتة إلى أنها لا تريد حوارا سياسيا، بل اجتماعا مباشرا لمناقشة مخاوف واشنطن، لا سيّما الأمنية، في شأن «طالبان» ودورها في مستقبل أفغانستان.

وذكرت الحركة أنها تريد إطارا زمنيا لسحب القوات الأمريكية والغربية من البلاد.

وتعتبر الحركة أن حكومة كابول عاجزة عن التصرف بشكل مستقل عن واشنطن، وأن أي اتفاق مع الحكومة سيكون بلا معنى، إذا فشلت في تهدئة مخاوف الولايات المتحدة إزاءها.

  كلمات مفتاحية

أفغانستان طالبان أمريكا قطر