خبراء: توترات المضائق البحرية تضر بدول الخليج وتخدم إيران

الأربعاء 1 أغسطس 2018 02:08 ص

قال خبراء دوليون، إن تصاعد أزمة المضائق البحرية بالشرق الأوسط، سيؤدي حتما إلى ارتفاع غير مسبوق لأسعار النفط، خاصة أن البدائل مكلفة للغاية وستضر حتما دول الخليج، في مقابل أنها ستخدم إيران، التي تسعى للضغط على الولايات المتحدة للوصول لاتفاق جديد بشأن البرنامج النووي.

وتتسبب تصاعد توترات المضائق في ضغوط متزايدة على النفط الخليجي، خاصة مع تزايد حدة التهديدات بإغلاق إيران مضيق هرمز، إضافة لتعليق السعودية تصدير النفط عبر باب المندب، بعد هجوم الحوثيين، على ناقلتي نفط.

واقترح الخبراء، حلا قالوا إنه الأمثل للأزمة، رغم تكلفته العالية، وهو مد خطوط الأنابيب داخل دول مجلس التعاون الخليجي، وصولا إلى موانئ عمان، مع تجنب مضيقي هرمز، وباب المندب، مما قد يحافظ على إمدادات النفط، وعدم تأثرها مستقبلا، حسب «الأناضول».

ويمر 32%من النفط العالمي عبر مضيق هرمز، و8% عبر باب المندب، فيما يمر 10% عبر قناة السويس، و28% عبر مضيق ملقا، و22% عبر مضائق أخرى.

أسعار غير مسبوقة

وتوقع المحلل الكويتي لأسواق النفط العالمية «أحمد حسن كرم»، تسبب التوترات في منطقتي باب المندب وهرمز، إلى رفع أسعار النفط للصعود إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.

وقال إن تنفيذ إيران لتهديداتها بغلق مضيق هرمز، الذي يتحكم في مرور نحو 17 مليون برميل يوميا، سيؤثر سلبا على صادرات النفط والغاز من العراق والكويت وقطر (الأكثر تضررا)، وربما الإمارات والسعودية والبحرين، كونهم لديهم منافذ تصدير أخرى عند البحر الأحمر أو بحر العرب.

وقبل أسابيع، هدد الرئيس الإيراني «حسن روحاني» بإغلاق مضيق هرمز، ومواجهة واشنطن بطرق مختلفة قائلا: «لدينا مضائق كثيرة وهرمز أحدها».

وأضاف «كرم»: «إغلاق مضيق هرمز سيكون بمثابة دمار شامل للدول الخليجية واقتصاداتها كونها تعتمد اعتمادا كليا على الإيرادات النفطية».

أما مضيق باب المندب، الذي يمر من خلاله نحو 4.6 ملايين برميل يوميا، فقال عنه إن البدائل المتاحة حاليا للحيلولة دون توقف تصدير النفط (يذهب أغلبه لأوروبا)، هو سلوك طرق بحرية أطول لحين استقرار الأوضاع.

وذكر أن ذلك، سيكون له تداعيات سلبية على قناة السويس المصرية، مع انخفاض عدد الناقلات، وتعليق الملاحة بباب المندب، وسلوك مسارات بحرية أخرى.

إعلان حرب

أما الخبير الاقتصادي والنفطي السعودي «محمد الصبان»، فقال إن إغلاق المضائق البحرية ومنع مرور السفن التجارية، يعتبر بمثابة «إعلان حرب» على الدول المنتجة والمستهلكة للنفط على حد سواء.

وذكر أن الهدف من قرار السعودية بتعليق مرور سفن النفط بمضيق باب المندب، ليس رفع الأسعار أو تحقيق مصالح آنية، إنما توصيف لحالة من عدم الاستقرار بالمنطقة والذي يتحمل مسؤوليته المجتمع الدولي ككل.

وتزايدت حدة التوترات في مضيق باب المندب، بعد استهداف جماعة «الحوثي»، ناقلتي نفط سعوديتين الأربعاء الماضي، ما ألحق أضرارا طفيفة بإحداهما، دون أي انسكابات للنفط الخام في البحر قد تؤدي إلى كارثة بيئية.

تحت وطأة الهجوم، وبشكل مؤقت، أعلنت السعودية وقف مرور كل شحنات النفط الخام عبر هذا الجزء من البحر الأحمر، حتى تصبح الملاحة عبر المضيق آمنة من الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني.

بدائل متاحة

بينما اقترح الخبير الاقتصادي والأستاذ في الجامعة اللبنانية «جاسم عجاقة»، مد دول الخليج خطوط أنابيب لنقل النفط، لتجنب تأثر الإمدادات النفطية بالمستقبل.

وقال إن المسار الأول يشمل مد خطوط تغطي الإمارات وشرق السعودية، مما يساعد على تفادي المرور بمضيق هرمز، وصولا إلى موانئ سلطنة عُمان.

وتابع: «المسار الثاني للخطوط يمر الشرق للغرب رغم وجود خط أنابيب موجود حاليا إلا أنه غير كافي (..) بدليل استمرار الاعتماد بشكل أساسي على ناقلات النفط».

ولدى السعودية خط أنابيب «بترولاين»، بسعة 3 ملايين برميل يوميا، وهناك خطط لزيادته لـ5 ملايين، ويمتد مساره إلى مدينة ينبع على البحر الأحمر، ويوفر إمدادات إلى أوروبا والولايات المتحدة.

خدمة لإيران

ولفت «عجاقة» إلى أنه يمكن الانتهاء من مد خطوط الأنابيب على المدى المتوسط ولن يستغرق مدة طويلة، مضيفا أن «ذلك سيحقق تنمية مشتركة بين دول الخليج خاصة عمان التي ستستفيد موانئها التي ستصبح مركزا لعمليات التصدير».

وذكر أن إيران تحاول الضغط على الولايات المتحدة، من خلال المساهمة في رفع أسعار النفط وإلحاق الضرر بالاقتصاد الأمريكي جراء ذلك، بغرض الوصول لاتفاق جديد بشأن البرنامج النووي.

وأوضح أن الارتباطات السياسية المحيطة بمضيق هرمز، أكبر مقارنة بباب المندب، نظرا أن الأول يقع داخل العمق الإيراني، مطالبا بإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة التي ستلقي بضغوط كبيرة على اقتصادات المنطقة ككل.

واستبعد تطور الأحداث لتصل لحرب شاملة، ولن يتجاوز الأمر بعض من المناوشات من الجانب الإيراني للضغط على الولايات المتحدة.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تزايد سقف التهديدات الكلامية المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران.

ويعد النفط الخام، مصدر الدخل الرئيس لإيران والمصدر الأوحد تقريبًا للنقد الأجنبي، إذ تنتج قرابة 3.8 ملايين برميل يوميًا، وفق أرقام «أوبك».

  كلمات مفتاحية

النفط الخليج ناقلات النفط إيران أنابيب ارتفاع أسعار

الحرس الثوري الإيراني يؤكد تنفيذه مناورات بالخليج قبل أيام