روسيا تفتتح أول مدرسة بالشرق الأوسط في سوريا

الأربعاء 1 أغسطس 2018 03:08 ص

اهتمام روسي متزايد في الآونة الأخيرة، بالتعليم العالي للسوريين، حتى تجاوز عدد السوريين الراغبين بالدراسة في المعاهد والجامعات في روسيا الحصص الموجودة 4 مرات، ما دفع موسكو لافتتاح أول مدرسة روسية في دمشق نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.

ويروج الإعلام الروسي، للتعاون الروسي السوري في مجال التعليم بأنه أحد مجالات التدخلات الإنسانية لموسكو في دمشق، لافتا إلى أن بناء هذه المدرسة يأتي تحت إشراف رئيس النظام السوري «بشار الأسد» شخصيا.

وتخضع المدرسة الجديدة من الجانب الروسي، لرقابة الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية.

وحسب ممثل الجمعية «راميل بيتيميروف»: «ستكون هذه أول مدرسة روسية في الشرق الأوسط، خلال الأعوام الـ100 الأخيرة»، متوقعا أن أن يتم افتتاحها بحضور «الأسد» أعضاء الحكومة السورية، حسب صحيفة «إيزفيستيا» الروسية.

وأضاف أن افتتاح المدرسة التي سيتم التعليم فيها وفق البرامج التعليمية الروسية المترجمة إلى اللغة العربية، نهاية الشهر المقبل، مشيرا إلى أن بناية المدرسة ستتكون من عدد من الوحدات التي سيجري نقلها إلى سوريا من مدينة نوفوروسييسك الروسية. 

وتزداد شعبية دراسة اللغة الروسية في الأراضي السورية نفسها، فيتعلمها اليوم أكثر من 12 ألف شخص.

أعداد متضاعفة

في الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن مؤسسة «روس سوترودنيتشيستفو»، أن الحصة للطلاب السوريين في المعاهد والجامعات الروسية ازدادت خلال السنوات الـ4 الأخيرة من 200 إلى 500 مقعد.

وأضافت أن هذا العدد من المقاعد المجانية، لا يزال غير كاف لتلبية الطلب المتزايد، ما دفعهم لتأسيس المدرسة الجديدة.

وقال المركز الصحفي للمؤسسة إن «عدد الطلبات، التي قدمها السوريون العام الجاري، تجاوز ألفي طلب».

من جانبه، قال رئيس إحدى المنظمات التي تساعد الطلاب من الشرق الأوسط في التسجيل في المؤسسات التعليمية بروسيا ويدعى «مهند حاج»، إن «التعليم الطبي لا يزال أحد الاتجاهات الأكثر شعبية بين الشباب السوريين والطلاب من الدول العربية الأخرى».

وتشير معلومات «حاج» إلى أن 85% من الطلاب يختارون الاختصاصات الطبية بالضبط.

اهتمام باللغة

وعقب التدخل الروسي في سوريا، تشهد البلاد اهتماما متزايدا بدراسة اللغة الروسية، بعد أن تم إدراج دراستها كلغة ثانية في المدارس عام 2014.

ويتجاوز عدد الطلاب الذين يدرسونها حاليا، 12 ألف شخص.

وتطرح شعبة اللغة الروسية التي تحل تدريجيا محل شعبة اللغة الفرنسية من مواقعها التقليدية في سوريا، مسألة ضرورة زيادة عدد المدرسين.

وسيسهم بقسط هام في حل هذه القضية 50 خبيرا سوريا في علم اللغة، واللغة الروسية سيتخرجون في القريب العاجل من الجامعات الروسية حسب «حاج».

وعبرت روسيا أيضا عن استعدادها لمساعدة سوريا ليس فقط بتدريب الكوادر.

فتخطط جامعة الصداقة الروسية وجامعة شمال القوقاز الفيدرالية الروسية، لإعداد برامج للتعليم المستمر بالنسبة للخبراء السوريين المختصين باللغة الروسية.

وقال المركز الصحفي لمؤسسة «روس سوترودنيتشيستفو»: «في إطار برنامج تطوير التعليم، سنورد إلى سوريا الكتب الدراسية والمنهجية».

كما أنه من المقرر أن يبدأ المركز الثقافي الروسي في دمشق، استئناف عمله كاملا حال سماح الظروف الأمنية بذلك.

ويعمل هذا المركز حاليا، بشكل غير مباشر، عبر المركز المماثل في بيروت.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، افتتح في جامعة دمشق، المركز الروسي لتنسيق التعاون، لتعليم اللغة الروسية، وذلك في مديرية العلاقات الدولية والثقافية بمبنى رئاسة الجامعة.

وحينها، شدد وزير التعليم السوري العالي «عاطف نداف»، أهمية المركز لجهة تعليم اللغة الروسية، بما يسهم في تعزيز التواصل بين شعبي البلدين، ولاسيما بعد اعتماد اللغة الروسية بين اللغات الأساسية في المدارس السورية، الأمر الذي يستوجب إعداد كوادر مؤهلة قادرة على تدريسها بحرفية عالية.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، كشفت جامعة سينرجي الروسية، استعدادها لتفعيل الاتفاقيات وتقديم الدعم والأساتذة الروس لمركز اللغة الروسية في جامعة دمشق، ولاسيما الأساتذة الذين لديهم خبرة في تعليم اللغة الروسية لغير الناطقين بها في وقت تم تجهيز برنامج للسنة التحضيرية للغة الروسية.

وقررت الهيئة العامة السورية للكتاب، مطلع العام، ترجمة 15 كتاباً من الروسية، ومن أبرزها «الأزمة العربية ونتائجها الدولية»، و«العالم الثالث بعد نصف قرن»، و«التسونامي السياسي»، و«تحليل الأحداث في شمال أفريقيا والشرق الأوسط».

صراع بالروسية

الأمر لم يتوقف عند التعليم المدني فحسب، بل دفعت التطورات المتلاحقة للحرب في سوريا، طرفي النزاع إلى تعلم اللغة الروسية.

ورصد مقاتلو المعارضة عبر موجات اللاسلكي انتشار كلمات باللغة الروسية، داخل موجات اللاسكي التابعة للنظام، مما دفع بعض فصائل المعارضة لتعليم عناصرها كلمات روسية من أجل فهم أحاديث الطيارين الروس، وتحذير المدنيين أو مقاتلي المعارضة قبل أي قصف جوي.

أما في مناطق سيطرة النظام، فقد انتشرت اللغة الروسية بصورة كبيرة بسبب وجود أعداد كبيرة من العسكريين الروس، كما خصص إعلام النظام فقرات لبث نشرات أخبار وأغانٍ باللغة الروسية.

وتسبب تواجد الروس في المقاهي والشوارع والمحلات العامة، إلى تعلم الكثيرين أيضا، لبعض الكلمات من أجل التواصل معهم، مثل الأسعار والمأكولات والمشروبات، وما إلى ذلك.

وتؤكد روسيا أنها خفضت بشكل كبير وجودها العسكري في سوريا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إلا أنها لا تزال تحتفظ بوحدات عسكرية عدة في البلاد خصوصا في قاعدتي طرطوس وحميميم.

ويعود انتشار اللغة الروسية في سوريا، إلى فترة الثمانينيات، حيث اعتمد النظام حينها، إرسال المتعلمين من أبناء الطائفة العلوية إلى روسيا، للدراسة هناك، مما ساهم في انتشار اللغة الروسية في سوريا.

المصدر | الخليج الجديد + روسيا اليوم

  كلمات مفتاحية

الدراسة سوريا روسيا تعليم اللغة الروسية