قال سفير الإمارات بمصر، «جمعة مبارك الجنيبي»، إن العلاقات المتبادلة بين بلاده والقاهرة وصلت في السنوات الأخيرة إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، مدللا على ذلك بالزيارات المتبادلة لقادة البلدين، وتوقيع أكثر من 18 اتفاقية مشتركة تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

وأشار «الجنيبي» إلى أن بلاده كانت على رأس الدول الداعمة لـ«مظاهرات 30 يونيو»، وذلك عبر دعم اقتصادي ملحوظ، حسب مقابلة مع صحيفة «الأخبار» المصرية (حكومية)، نشرته اليوم الخميس.

واستغل قيادات الجيش المصري مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 كذريعة لتنفيذ انقلاب عسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدنى منتخب ديموقراطيا في مصر، ودعمت دول خليجية، في مقدمتها السعودية والإمارات، الانقلاب ماديا وسياسيا. 

وكشف «الجنيبي» أن الاستثمارات الإماراتية بمصر شهدت زيادة ملحوظة فى السنوات الأخيرة؛ حيث وصل عدد الشركات الاماراتية التي تعمل في الأخيرة حاليا إلى 941 شركة، وبلغ حجم الاستثمارات نحو 6.514 مليارات دولار لتتبوأ الإمارات المركز الأول دوليا وعربيا من حيث الاستثمار الأجنبي في مصر.

وقال إن «الإمارات تتطلع دائما إلى استقرار مصر وتحقيق الأمان لها ولشعبها؛ لذلك فإنها سعت إلى العمل على دعم استقرار مصر» بعد أحداث 30 يونيو/حزيران، حتى «تظل مصر دائما الداعمة لاستقرار كل بلداننا العربية».

وأشار إلى أن الإمارات ومصر ترتبطان بأكثر من 18 اتفاقية مشتركة تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وأبرزها اتفاقية التبادل التجارى والتعاون الاقتصادي والفني وتشجيع الاستثمار، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل ومنع التهرب المالي بين البلدين، واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار بين البلدين.

كما اعتبر أن الإمارات ومصر تجمعهما قواسم مشتركة في الرؤى والسياسات، ليس فقط تجاه القضايا العربية، وإنما تجاه القضايا الإقليمية والدولية أيضا؛ لذلك فالتحركات التى يقوم بها البلدان في مواجهة الأزمات التي تحيط بالمنطقة تتم عبر التشاور والتنسيق المستمر بين قيادات البلدين.

وفيما يتعلق باليمن، قال الدبلوماسي الإماراتي إن بلاده «عندما انضمت للتحالف العربي في اليمن كان بهدف مساندة الحكومة الشرعية في استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ونجحت الإمارات فى دعم أشقائها وتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم بمساندة إخوانها فى التحالف العربي للتصدي لجماعة الحوثي المدعومة من إيران».

واعتبر أن «الميليشيات الحوثية حاولت استغلال ميناء الحُديدة لإطالة أمد الحرب خاصة فى ضوء استخدام الميناء فى تهريب الأسلحة والصواريخ البالستية الإيرانية إلى داخل الأراضي اليمنية لاستهداف وتهديد الشعب اليمني وأمنه واستقراره بالإضافة لأمن السعودية»، على حد قوله.

وتواجه الإمارات اتهامات باستغلال تواجدها في التحالف العربي لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي على الأراضي اليمنية بما يشمل السيطرة على المزيد من الموانئ والجزر الاستراتيجية، إلى حد اعتبره كثير من اليمنيين «احتلالا» لبلدهم.

وفيما يتعلق بإيران، أشار السفير «الجنيبي» إلى أن هناك موقفا محددا وواضحا للإمارات ومصر إزاء التدخلات الإيرانية فى شؤون الدول العربية.

وأوضح أن هذا الموقف «يرفض تماما تلك التدخلات التى تهدد أمن واستقرار الدول العربية، ومن خلال عضوية الإمارات ومصر فى اللجنة العربية لمواجهة التدخل الإيراني في الدول العربية يتم وضع ودراسة آليات التعامل مع تلك التدخلات وسبل التصدي لها».