بابا الأرثوذكس المصريين يغلق صفحته على «فيسبوك»

الجمعة 3 أغسطس 2018 08:08 ص

قرر بطريرك الكرازة المرقسية، بابا الإسكندرية، «تواضروس الثاني» إغلاق صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» امتثالاً لقرارات كنسية تهدف لاحتواء تداعيات مقتل راهب مسيحي بارز، شمالي البلاد.

وكتب «تواضروس»، في تدوينته الأخيرة عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» قائلا: «أحيي إخوتي وأبنائي الذين نهجوا نفس النهج طاعة لقرارات كنيستي المقدسة».

وأصدر «المجمع المقدس» (أعلى هيئة لإدارة الكنيسة)، برئاسة «تواضروس»، الخميس، 12 قراراً، أبزرها، «وقف قبول رهبان جُدد داخل الأديرة لمدة عام، وحظر الظهور الإعلامي وإغلاق صفحات التواصل الاجتماعي بالنسبة للرهبان».

وجاءت تلك القرارات في ظل خروج الخلاف داخل الكنيسة المصرية للعلن، في ظهور نادر لتلك الخلافات التي عادة ما تظل طي الكتمان، وذلك ضمن تداعيات مقتل الأنبا «أبيفانيوس» (أحد أتباع القمص الراحل «متى المسكين») في ظروف غامضة، وسط خلافات متنامية مع خصومه من أتباع الأنبا الراحل «شنودة الثالث».

وشدد «تواضروس» في تدوينته على «أن الطاعة من نذور الرهبانية التي يجب أن أصونها وأحفظها لذا أتوقف عن صفحة فيسبوك الخاصة بي وأغلقها»، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية بالبلاد «أ.ش.أ».

وكانت مواقع وصفحات مسيحية قد سربت اتهامات متبادلة بين الرهبان من أبناء مدرسة «المسكين» ومدرسة «شنودة» عقب واقعة القتل المثيرة للجدل، ما دفع «تواضروس» إلى القول خلال مراسم تجنيز الأنبا المتنيح إن الرهبان جميعا أبناء «مقاريوس الكبير.. ولستم أتباع أي أحد آخر»، في إشارة إلى المدرستين، كما طالبهم بوقف التواصل مع الإعلام.

وشملت القرارات الـ12، حظر الظهور الإعلامي والتواجد خارج الأديرة بدون مبرر، وعدم الظهور الإعلامي، وإغلاق صفحات التواصل الاجتماعي بالنسبة للرهبان، بحسب صحف مصرية.

وتضمنت القرارات الجديدة، تجريد من قام الرهبنة والكهنوت في الأماكن التى لم توافق البطريركية على إنشائها كأديرة، وتحديد عدد الرهبان في كل دير، وإيقاف ترقية ترسيم الرهبان في الدرجات الكهنوتية (القسيسية والقمصية) لمدة 3 سنوات.

ونصت قرارات «تواضروس» على الالتزام بعدم حضور علمانيين على الإطلاق في الرسامات الرهبانية لحفظ الوقار والأصول الرهبانية الأصيلة، والاهتمام والتدقيق بحياة الراهب والتزامه الرهباني داخل الدير، وعدم جواز حضور الأكاليل والجنازات للرهبان إلا بتكليف وإذن رئيس الدير، ومناشدة جموع الأقباط بعدم الدخول في أي معاملات مادية أو مشروعات مع الرهبان أو الراهبات، وتفعيل دليل الرهبنة الصادر من المجمع المقدس في يونيو/حزيران 2013.

وتواصل النيابة تحقيقاتها لكشف غموض حادث مقتل الراهب البارز، الذي يعد نادراً، وفق وسائل إعلام محلية.

وكانت مديرية أمن محافظة البحيرة، قالت في بيان الأحد الماضي، إنها تكثف جهودها لكشف «لغز» الحادث وضبط مرتكبيه، بعد أن تلقت بلاغاً بالعثور على «إبيفانيوس غارقاً في بركة من الدماء أمام حجرته داخل الدير» الذي يحظى بإجراءات تأمين مشددة ومراقبة أسواره بالكاميرات، وهو ما دفع البعض للقول إن القاتل داخل الدير ويعرف تفاصيل سكن الأنبا القتيل والطرق التي يسير فيها عادة.

ووفق البيان ذاته، أوضحت أنه بمعاينة الجثة تبين وجود إصابة وتهشم بمؤخرة الرأس ووجود شبهة جنائية، فيما كشفت المعاينة الأولية استخدام مرتكب الجريمة أداة حادة لقتل المجني عليه أثناء خروجه من حجرته.

ويميط مقتل «إبيفانيوس»، اللثام عن خلافات داخل الدير منذ عام 2013، بين أتباع الراهب الراحل «متى المسكين»، وأتباع البطريرك الراحل «شنودة الثالث»، وسط تصريحات وتسريبات بأن رئيس الدير القتيل (ينتمي لأبناء متى المسكين) قد قتل على يد خصومه من داخل الدير.

وبينما ينتمي دير الأنبا مقار تاريخيا إلى القمص «متى المسكين»، فإن كثيرا من رهبانه أعلنوا ولاءهم لمدرسة «شنودة» بعد رحيل «متى المسكين» 2006، وهو ما أوجد صراعا متناميا بين الفريقين منذ عام 2009، تاريخ ظهور ذلك الخلاف للعلن، عقب زيارة «شنودة» ورسامته لبعض الرهبان وإلباسهم القلنسوة التي أدخلها على رهبان الأديرة، بينما رفض البعض الآخر ذلك.

  كلمات مفتاحية

تواضروس أبيفانيوس متى المسكين شنودة دير أبومقار