أهداف انتخابية وراء فرض العقوبات الأمريكية على تركيا

الجمعة 3 أغسطس 2018 09:08 ص

قال خبراء أمريكيون، إن أهدافا تتعلق بالانتخابات النصفية المزمع إجراؤها في البلاد بعد أشهر، وراء تنامي التهديدات الأمريكية لأنقرة، وفرض عقوبات على تركيا.

واستبعد الخبراء، صلة العقوبات المفروضة منذ أيام بقضية القس الأمريكي «أندرو برانسون»، المتهم بالتجسس والإرهاب.

وطالت العقوبات وزيري العدل والداخلية التركيين «عبدالحميد غل» و«سليمان صويلو»؛ وتتضمن تجميد أية أصول لهما، كما سيتم حظر التعامل معهما فى أي معاملات تجارية أو مالية من قبل أمريكيين.

وقال البروفيسور بجامعة جون هوبكنز الأمريكية، «دانييل سيرور»،  إن «تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متعلقة تمامًا بالسياسة الداخلية للبلاد، وليست لها علاقة بتركيا».

وأضاف «سيرور» في تصريحات لـ«الأناضول»، أن «وراء هذه التهديدات محاولة من ترامب لإظهار نفسه بمظهر المدافع عن زعيم إنجيلي (برانسون) يواجه اتهامات في تركيا».

وتابع: «ترامب يحاول إقناع الإنجيليين بأنه يساند القس برانسون، بهدف الحصول على أصواتهم في الانتخابات المقبلة».

وأشار «سيرور» إلى أن أصوات الإنجيليين قد تُفقد بسرعة بسبب الفضائح التي طالت إدارة ترامب، لذا يعمل على الحفاظ على هذه الأصوات عبر تقديم الوعود لهم والتقرب إليهم في قضايا تهمهم.

ورأى الخبير لدى وقف الميراث الذي يتخذ من واشنطن مركزاً له، «لوكي كوفي»، أن وزارة الخارجية الأمريكية والوزير «مايك بومبيو»، قطعوا شوطاً كبيراً في قضية القس الأمريكي «برانسون»، إلا أن تغريدة «ترامب» ونائبه «مايك بنس» أضرت بالقضية وأدت إلى تأزمها.

ولفت إلى أن تغريدة «ترامب» التي هدد فيها أنقرة، تظهر عدم وجود تنسيق بين البيت الأبيض والخارجية الأمريكية.

ووفق مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، فإن « ترامب»، لم يطلع وزير خارجيته، على نيته فرض عقوبات واسعة على تركيا، إذا لم تطلق سراح «برانسون».

وقبل أيام، نقلت شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، عن المسؤول الذي لم يكشف عن هويته، قوله، إن «التصريحات جاءت على حين غرة بالنسبة إلى بومبيو، رغم مشاركته في مفاوضات حساسة مع تركيا بخصوص مسألة القس أندرو برونسون».

والأسبوع الماضي، قال «ترامب»، في تغريدة عبر «تويتر»، إن الولايات المتحدة ستبدأ فرض عقوبات واسعة ضد تركيا «بسبب الاحتجاز الطويل لمسيحي عظيم ووالد عائلة، والإنسان الرائع القس أندرو برونسون (..) ينبغي إطلاق سراح هذا الرجل المؤمن فورا».

وأوضح «كوفي» أن «ترامب» يخاطب عبر تغريداته، قاعدته الشعبية دون أن يتصرف كرئيس للولايات المتحدة، إلا أن العالم يرى ويراقب هذه التغريدات، مبيناً أن مثل هذه المنشورات تؤثر على السياسات الخارجية للبلاد على المدى البعيد.

وقال الخبير الأمريكي: «كل أمريكي يرغب في الإفراج عن القس برانسون، إلا أن حل هذه المشكلة لا يكون عبر إطلاق التهديدات ضد تركيا. على واشنطن أن تنظر هنا إلى المشهد الأكبر، وأن تفضّل المصالح الأمريكية على حزن وانزعاج القس برانسون وأسرته. يجب استمرار العمل مع تركيا لتأمين الإفراج عنه، ولا أعتقد أن سبيل ذلك هو العقوبات الاقتصادية».

وتشهد الولايات المتحدة، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، انتخابات نصفية ينتخب فيها الأمريكان جزءًا من أعضاء مجلسي الشيوخ، والكونغرس.

ويرى الخبراء أن أصوات الإنجيليين في هذه الانتخابات، تحمل أهمية كبيرة بالنسبة للجمهوريين.
 

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

تركيا دونالد ترامب القس الأمريكي أندرو برانسون عقوبات أمريكية