والدة «بن لادن»: هكذا أصبح الفتى المدلل زعيما لـ«القاعدة»

الجمعة 3 أغسطس 2018 05:08 ص

في أول حوار من نوعه، كشفت السعودية «علياء الغانم»، والدة زعيم تنظيم القاعدة الراحل «أسامة بن لادن»، عدة تفاصيل عن حياته الشخصية، أبرزها سبب التحول الجذري في حياته، الذي نقله من شاب ثري مدلل إلى قائد أكبر تنظيم مناوئ للولايات المتحدة والغرب في العالم.

وحسب الحوار، الذي نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية مع والدة «بن لادن»، فإن الأخير بدأ في التغير عندما كان يدرس الاقتصاد ب«جامعة الملك عبدالعزيز» في مدينة جدة (غربي المملكة)، وهو في العشرينيات من عمره، متهمة القيادي «عبدالله عزام» من جماعة «الإخوان المسلمون» بالتأثير على ابنها الذي كان مزاملا له بالجامعة، قبل أن تقدم السلطات السعودية على نفيه من المملكة.

لكن «الغارديان» ذكرت أن التغيير الحقيقي في حياة «بن لادن» كان عندما سافر إلى أفغانستان، «بمعرفة ودعم الدولة السعودية لمحاربة الاتحاد السوفيتي؛ حيث كانت السعودية تدعم وتسلح الجماعات التي كانت تقاتل هناك بدعم أمريكا أيضا».

ولفتت الصحيقة إلى أن أسرة «بن لادن» كانت ترفض مبدأ الحوار الصحفي تماما في البداية، لكن بعد مفاوضات غيروا موقفهم، وأبدت الوالدة «علياء الغانم» استعدادها للحديث، الذي تم إجراؤه داخل منزل العائلة.

وأوضحت «الغارديان» أن الحوار تم في أوائل يونيو/حزيران الماضي، وبوجود مندوب من الحكومة السعودية، الذي كان حريصا على الاستماع إلى تفاصيل الحوار.

وخلال الحوار، أشارت والدة «بن لادن» إلى أن ابنها «أنفق كل أمواله في أفغانستان حيث كان يتخفى تحت ستار أعمال العائلة، ولم يخطر ببالي أبدا أن يصبح في هذا الطريق المخالف، وكنا مستائين للغاية، لم أكن أريد أن يحدث أي شيء من هذا».

وذكرت «علياء» أن العائلة رأت «أسامة» آخر مرة في أفغانستان عام 1999، وهو العام الذي زاروه فيه مرتين في قاعدته خارج مدينة قندهار، قائلة: «لقد كان مكانا بالقرب من المطار، وكان سعيدا جدا باستقبالنا، وظهر لنا كل يوم كنا فيه هناك واصطاد حيوانا وأقام وليمة ودعا الجميع لها».

بدوره، كشف «أحمد»، الأخ غير الشقيق لـ«أسامة بن لادن» أن العائلة تربطها «علاقة جيدة جدا» مع الأمير «محمد بن نايف»، ولي العهد السعودي السابق، مضيفا أن الأخير سمح لزوجات «بن لادن» وأطفاله بالعودة إلى المملكة وحرية تنقل داخل مدينة جدة، لكن لم يسمح لهم بالسفر إلى الخارج.

والتقط «تركي»، وهو أخ آخر غير شقيق أيضا لزعيم تنظيم القاعدة الراحل، طرف الحديث، قائلا: «سافر أسامة إلى أفغانستان بجزء صغير من ثروة العائلة، وعندما عاد إلى جدة وجدته رجلا مختلفا تماما.. كان يتحدث عن ضرورة طرد الشيوعين والماركسيين الجنوبيين من اليمن، وذلك كان في عام 1990، ثم حضر في نهاية 1992».

وأضاف: «بداية 1993 حضرت اجتماعا ضخما في بيشاور نظمته حكومة نواز شريف، وكان أسامة بن لادن حاضرا مع قادة القبائل الأفغانية، رأيته هناك والتقت أعيننا لكن لم نتحدث، ولم يعد إلى المملكة، وذهب إلى السودان وأنشأ شركة هناك وقدم تمويلا لتعبيد طرق هناك».

وتابع: «علمت أن دعوته كبرت في المنفى، واعتاد في تلك الفترة أن يراسل أفراد عائلته عبر الفاكس، أو يرسل مبعوثين، بدأت أدرك خطورته، لكن لم يتم أخذ مساعيه بجدية من قبل الحكومة».

وقال أخو «بن لادن» إنه بحلول عام 1996 عاد «أسامة» إلى أفغانستان، والحكومة السعودية أعلمته بذلك، وذهبت إلى قندهار للقائه، وبعد عامين تحديدا في سبتمبر/أيلول 1998 سافرت مرة أخرى إلى أفغانستان للقائه مع أخيه «عمر»، «وكان رجلا مختلفا بصورة كبيرة».

واسترسل «تركي»: «في صيف 2001، جاءني تحذيرا قويا بأن حدثا كبيرا على وشك أن يحدث وسيهز الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والعرب، لم نكن نعلم أين، لكن علمنا أن هناك شيئا يتم تخميره في الخفاء».

وأردف: «قال لي ضابط استخبارات بريطاني صراحة إنه يُجري حاليا محاولة لاختيار مواطنين سعوديين بصورة متعمدة ليثبت تورطهم في هجمات 11 سبتمبر».

وتابع: «كنت مقتنعا أن هناك تحولا غربيا للتحريض على أسامة لجعله ذريعة لشن حرب».

و«علياء غانم»، والدة «أسامة بن لادن»، سورية الأصل تنحدر من مدينة اللاذقية، ونشأت في أسرة «علوية»، وانتقلت بعد ذلك إلى السعودية في منتصف الخمسينيات، وأنجبت «أسامة» في الرياض عام 1957، وبعدها بثلاث سنوات طُلقت من والده، وتزوجت من «محمد العطاس»، الذي كان آنذاك مسؤولا في إمبراطورية «بن لادن» الوليدة في أوائل الستينيات.

وقتل «أسامة بن لادن»، فجر 2 مايو/أيار 2011 في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد، في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية أفغانستان أسامة بن لادن علياء الغانم محمد بن نايف