الإرهاب و«المشكلة في الرأس» أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

السبت 21 مارس 2015 08:03 ص

مسكونة افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم كما كل يوم بـ«الإرهاب» الذي يضرب المنطقة ومنها العديد من الدول العربية من اليمن إلى تونس إضافة إلى الحروب والصراعات الداخلية التي تطحن دولا أخرى مثل سوريا وليبيا والعراق.. بجانب التعريض بالصمت أو الانحياز من مثقفين ومفكرين عربا تستغله «جماعات إرهابية منظمة» للمشهد العربي القاتم لتعزيز النعرات الطائفية والصراعات السياسية.

فمن جانبها، قالت صحيفة «البيان» إن عشرات القتلى في تفجيرين انتحاريين ضربا مسجدين في صنعاء وعشرات القتلى والجرحى في تفجير ضرب مسجدا في باكستان.. هذا وذاك حدثا بعد ثلاثة أيام من مذبحة متحف باردو في تونس التي تحتفل بالذكرى التاسعة والخمسين لاستقلالها على وقع الألم..إذن المساجد والكنائس والجامعات والمدارس والأسواق والشوارع كلها ميادين للإرهاب بلا تمييز أو رحمة.

وأضافت تحت عنوان «الإرهاب ووعي التاريخ».. أصبحت دول العرب مسارح للعبث الخارجي والتآكل الداخلي وجدرانهم منخفضة ليقفز عنها من هب ودب والدم العربي بات رخيصا في أعين الإرهابيين.. والدول العربية تتجه لتصبح دويلات وكل دويلة فيها ما يكفي من أسباب مصطنعة لتقتتل على لون أحجار الرصيف.. سوريا والعراق وليبيا تشهد حروبا داخلية طاحنة أعنف وأكثر دموية من حرب بين دولتين وإذا كانت ليبيا خالية من العنصر الطائفي والمذهبي فإن هذا العنصر موجود في اليمن وسوريا والعراق بدرجة تكفي للقوى التي لا تريد خيرا للأمة.

وأسفت «البيان» للأوضاع في بعض دولنا العربية التي تنجذب باتجاه العناوين المدمرة حيث ترجم شعار الإصلاح إلى تخريب والديمقراطية إلى فوضى والحريات إلى انهيار كامل للقيم..إنه الإرهاب الذي لا هوية له ولا دين ولا طائفة ولا برنامج.. لكن ما يجهله صانعو الإرهاب أن السياسة هي السياق والتاريخ وليست اللحظة والراهن.. مخطئ أو غبي من يعتقد أن الإرهاب أداة سياسية طيعة ويزداد غباؤه إذا اعتقد أن الإرهاب ثابت في الاتجاه وراكد في المكان.

وختمت «البيان» افتتاحيتها بالإشارة إلى أن الإرهاب وحش لا يرحم مربيه ومطعمه وهو مهيأ بالطبيعة والجينات للانقضاض على مدجنة في أية لحظة وعند أية فرصة سانحة وهو قادر على التمدد وتغيير الاتجاه والانتقال من يد إلى أخرى ومن ممول إلى آخر.. يبقى أن نعرف كم سندفع من الأبرياء ومن منجزاتنا قبل أن نفهم ونعي لحظتنا التاريخية.

الإرهاب حقيقة لن يجد من يدفع له أفضل من دول الأنا المتورمة والصناديق السيادية المتضخمة.. صناعة يقوم عليها استخباراتيون وعملاء للموساد أمثال «محمد دحلان».. وزيارات مكوكية لصناعة مشهد عبثي بأكبر دولة خليجية.. اللحظة التي تعيشون على أثرها هي صناديق سيادية تركبون على أسنمتها فتغطون انقلابات وتدعمون جيوش «الفرنس» في مالي، وعلى أثركم تأتي تفجيرات في تونس ومحاولات «حفترية» لاقتحام طرابلس لإحداث حالة من عدم الاستقرار.. بجانب إنفاقكم مؤتمرات سرية «ماسونية» تستضيف أكبر رئيس كيان إرهابي «بيريز» لا تملكون جرأة الإعلان عن علاقتهم الكاملة بها.. وإلا سيكون مصيركم الذي حددتموه - في سقطات لسانكم أمام من ربوكم من المسؤولين الامريكيين- الرجم في شوارعكم .. وهو ما يتمناه أحرار العالم من شعوبكم.

وتحت عنوان «المشكلة في الرأس» قالت صحيفة «الخليج» في مقالها الافتتاحي.. نحن أمام مشهد عربي تبدو فيه أشباه دول تتآكل من الداخل بفعل صراعات سياسية وطائفية.. استغلتها جماعات إرهابية منظمة تعمل لتحقيق مشروعها الذي يقوم على القتل والذبح وانتهاك حقوق الإنسان وتدمير تاريخه وثقافته ومقدساته.

ورأت الصحيفة أن هذا المشهد بدأ يتشكل منذ ما قبل ما يسمى «الربيع العربي».. حيث طغت على السطح هويات فرعية وثانوية أساسها الدين والطائفة والمذهب.. فيما كانت الهويات الأساسية القومية والوطنية تضمر وتتآكل.. بحيث أخذت النزعات الطائفية تحتل الساحات السياسية والإعلامية والفكرية.

حتى إن بعض الذين كانوا يفترض أن يقوموا بتصحيح هذا المسار بفعل ما لديهم من مخزون ثقافي وفكري وخلفية قومية انخرطوا في المعمعة وبدوا مجرد أنفار في جيوش طائفية متصارعة يروجون لأفكار تصب في طاحونة التعصب ونبذ الآخر.. ويشاركون في عملية الانتحار القومي التي نشهدها في أكثر من ساحة عربية.. ما ساعد على تقوية الفكر التكفيري الإرهابي واتساع مداه وخطره.

ونبهت إلى أن المثقفين والمفكرين العرب الذين كان يفترض أن يشكلوا رافعة لخروج الأمة من حالة فقدان المناعة.. استنكفوا عن القيام بهذا الدور.. بل لعلهم غرقوا في مستنقع الهويات الفرعية الطائفية والجهوية.. وراح بعضهم يبرر أو يلعب على حبال الفتنة.. موضحة أنه عندما تسيطر النزعة الطائفية أو المذهبية على الفكر..تصبح الأقوال والممارسات من نسيج هذا الفكر الذي أصبح معاقاً وغير قادر على التمييز أو التفكير الصحيح.

وأضافت أن الثقافة السوداء التي تغطي سحبها مختلف أصقاع عالمنا العربي.. بحاجة إلى نسف من خلال استعادة الوعي بأهمية المفهوم الوطني والقومي.. وهذا يتطلب ثورة فكرية وثقافية جديدة يقوم بها جيل واع يكتوي الآن بنار التطرف والتكفير.. جيل يخرج من رحم هذا الألم ومن بين أنقاض الدمار الهائل الذي يلف أمتنا.

وخلصت «الخليج» في ختام افتتاحيتها إلى اتهام الجيل الحالي بأنه «سقط في حالة الأنيميا والوهن وتسرب فيروس نقص المناعة القومية والوطنية إلى كل مفاصله.. لأن المرض أصاب الرأس.. لذا هو يدور حول نفسه عاجزاً أمام استشراء الوباء».

«من ليس معنا في مع الإرهاب» هي مقولة لم تتوقف على الرئيس الأمريكي الأسبق «جورج بوش الابن» ولكنها تنطبق على لغة صحفية لا تناقش أفكار بل تستخدم في مواجهة الثقافة والفكر مصطلح «نسف» الآخر، ولعلهم -يلمحون في الخليج التي يرأس تحريرها الشيعي اللبناني محمد بنجك- إلى التحذيرات التي قادها مفكرون عربا محسوبون على التيارين القومي والليبرالي في مواجهة الاتفاق الإيراني الأمريكي والتحذير الذي وجهه عدد من أصحاب الأقلام من انسحاق عربي عام خليجي بشكل خاص في مواجهة هلال شيعي يجعل من بغداد عاصمة و«الحوثيون» (جنبية) خنجر في ظهر المملكة.. والستار المستخدم لغة ركيكة تستهزئ بالربيع العربي وتصنف بعشوائية المخالفين بالإرهاب.

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية

الإمارات.. الحكم بالإعدام غيابيا على متهم في قضية تتعلق بالإرهاب