ليبيات يمارسن الرياضة رغم تزمت المجتمع لـ"تحسين حالتهن النفسية"

الأحد 5 أغسطس 2018 10:08 ص

تعاني السيدات في ليبيا حتى الآن، من مآسي وتبعات الانقسام منذ سقوط نظام "معمر القذافي" عام 2011، وانغماس البلاد في حروب ونزاعات على السلطة؛ ولكنهن أصبحن أكثر شجاعة من السابق، وقررن أن يتوجهن إلى صالات الرياضة، في تحد لعادات اجتماعية سائدة كانت تمنع خروجهن لممارسة هوايتهن بشكل علني في البلاد.

ولم تمنع موجة العنف التي تعيش فيها ليبيا منذ 7 سنوات وسطوة بعض الميليشيات المسلحة والتيارات المتشددة على بعض المناطق، من ظهور بعض التغيرات الاجتماعية والثقافية داخل المجتمع الليبي، فانتشرت القاعات الرياضية ذات التجهيزات الحديثة في عدة أماكن، وباتت تستقطب النساء مثل الرجال.

وحول ذلك، تتحدث مدربة داخل إحدى قاعات الرياضة بالعاصمة طرابلس، وتدعى "هجى الشتّي"، عن إقبال متنام للنساء على المراكز الرياضية من مختلف الأعمار وكافة الطبقات، من أجل ممارسة رياضة "الأيروبيك" ورقص "الزومبا" خاصة، وأحيانا "اليوغا".

وأوضحت أن هذا الإقبال يعود لرغبتهن في التخلص من الوزن الزائد، والحصول على أجساد رشيقة، وكذلك الخروج من الحالة النفسية السيئة التي يعانين منها.

وأوضحت في حديث لها مع "العربية.نت" أن تردي الأوضاع الأمنية في بعض الأحيان، واندلاع اشتباكات بين الجماعات المسلحة "لم يكن عائقا أمام استمرارية النساء في الخروج والمواظبة على تدريباتهن"، وتستحضر في هذا السياق، سقوط قذيفة هاون على المبنى العام الماضي، ومع ذلك لم تتأثر نسبة الإقبال.

وتعزو "هجى الشتّي" هذه الظاهرة المستحدثة في ليبيا إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تتابعها الليبيات بشكل واسع، إلى جانب قلة المراكز الترفيهية الأخرى، لتبقى النوادي الرياضية أهم متنفس لليبيات.

وتنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الإعلانات الترويجية الخاصة بالقاعات الرياضية، ومختلف الخدمات التي تقدمها الموجهة للنساء، حيث تستقطب عدة تعليقات، يرحب أغلبها بالفكرة، تقابلها أحيانا تعليقات رافضة تنتقد هذه "الخطوة المتحرّرة".

وتوضح طالبة بالقسم الثاني اختصاص محاسبة، وتدعى "فاطمة خماس"، التي تمارس هوايتها منذ 3 أشهر ونصف الشهر، قائلة "أحرص على ممارسة تماريني التدريبية بشكل صحيح لأن الرياضة تحسن من حالتي النفسية وتمدني بالطاقة الإيجابية لمواجهة كمية الإحباطات التي تواجهني في حياتي اليومية".

وأضافت أن والدها لا يمانع في ذهابها، لكنها تواجه مشاكل خارج المنزل، حيث تتعرض إلى مضايقات في الشارع تصل أحيانا إلى التحرش من بعض الشباب، خاصة إذا كانت ترتدي ملابس رياضية.

وتابعت أنها تضطر إلى اصطحاب أمها معها، معبرة عن أملها في أن تتمكن الفتيات في ليبيا من ممارسة رياضة الجري والمشي في الحدائق والشوارع وعلى الشواطئ.

  كلمات مفتاحية

ليبيا نساء رياضة صحة جسم حدائق صالات رياضية تمارين رياضية مجتمع عادات

دراسة: ثلث العاملين في ليبيا من النساء