"العالم في قلب المملكة".. هكذا استعدت السعودية لموسم الحج

الأحد 5 أغسطس 2018 12:08 م

"العالم في قلب المملكة".. بهذا الشعار تستقبل السعودية ما يقارب 3 ملايين حاج من مختلف الجنسيات في الداخل والخارج، هذ العام، وسط استعدادات مكثفة لخدمة ضيوف الرحمن.

وحسب بيانات وتصريحات رسمية، وضعت السلطات السعودية خطة عمل متكاملة، تشمل كافة الأصعدة الأمنية والطبية والفندقية والخدمية، لخدمة الحجيج، الذي بدأ طلائعهم في الوصول إلى المملكة، مع مطلع ذي القعدة الجاري (14 يوليو/تموز الماضي).

الاستعدادات جاءت على صعيد متصل، وبدأت قبل أشهر بتحديد أعداد الحجاج لكل دولة، وترتيب إجراءات وصولهم، وتسكينهم سواء في الفنادق والشقق الفندقية والخيام في منى وعرفة.

وفي مطلع يوليو/تموز الماضي، أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية في بيان، "انتهاء ترتيبات قدوم أكثر من مليوني حاج من مختلف دول العالم لموسم 1439هـ"، بالإضافة إلى حجاج الدخل.

وقال وزير الحج والعمرة السعودي "محمد بن طاهر بنتن"، إن بلاده تسعى لجعل الحج والعمرة رحلة "خالية من القلق والإزعاج بقدر الإمكان".

وأضاف: "إذا فقدت أمتعتك، أو كنت في حاجة إلى رعاية صحية، أو تعرضت لحادث، فإن كل هذه المشاكل ستحل على الفور"، لافتا إلى أن "استخدام التكنولوجيا سيكون ملاحظا خلال حج هذا العام، باستخدام تقنية الاتصالات وربطها بالتقنيات الذكية لتنسيق الحجيج".

استقبال

وتزامن مع ذلك، بدأت موانئ المملكة، البرية والجوية والبحرية، تجهيزاتها، لاستقبال القادمين لموسم الحج، خاصة عبر مطارات المملكة الدولية (مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، ومطار الطائف).

وحسب ما هو مخطط، فإنه من المقرر أن تصل 6072 رحلة تقريباً إلى المملكة، منها 3383 رحلة تقريباً عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، و2689 رحلة تقريباً عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة.

وبدأت المملكة، تفعيل مبادرة "طريق مكة" على حجاج ماليزيا وإندونيسيا، والتي تهدف إلى إنهاء إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة من مطارات بلدانهم عبر مسارات مخصصة، في مبادرة من المملكة لتسهيل إجراءات الحجاج.

كما أعلن ميناء جدة الإسلامي، اكتمال الاستعدادات واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقبال الحجاج القادمين بحراً إلى السعودية.

ويتوقع أن يستقبل الميناء نحو 24 ألفاً و565 حاجاً، يستقلون 43 سفينة.

وتتضمن الخطة منح سفن الحجاج أولوية قصوى في الترصيف، مع توفير القطع البحرية والمرشدين لضمان "ترصيف آمن"، إضافة إلى توفير أطقم تفتيش بحري للتأكد من سلامة معدات السفن وشهاداتها ووسائل الإنقاذ فيها وتأمين الممرات الملاحية وإضاءتها وتوفير نظام اتصالات وتغطية رادارية حديثة.

تطبيقات وإعلام

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، عن تطبيقات إلكترونية جديدة، ضمن مبادرة "حج ذكي"، وذلك في إطار الجهود الحكومية والأهلية للتيسير على الحجاج في تأدية مناسكهم.

وتضم التطبيقات الجديدة، التي جرى تحميلها على البوابة السعودية للتعاملات الإلكترونية الحكومية "سعودي"، عدة خدمات رقمية وتطبيقات تفاعلية.

ومن أبرز هذه التطبيقات "كلنا أمن"، و"فزعة"، و"نظافة مكة"، و"المطوف"، و"أرشدني"، و"أفتوني"، و"تواصل"، و"مباشر"، و"التطويف الإلكتروني"، و"تروية"، وكلها تطبيقات تخص كل ما يتعلق بالحج من معلومات وأخطاء شائعة وأدعية وأوقات الصلاة، كما أنها تتضمن زوايا خاصة تتضمن جميع أرقام الهواتف التي قد يحتاج إليها الحجاج.

كما أطلقت وزارة الإعلام السعودية، حملتها الإعلامية، والتي تتضمن مبادرات واستراتيجيات التناول الإعلامي للحج، والرسائل الإعلامية الرئيسية، وخطة الإعلام الدولي، والخطة الإعلامية الاستباقية لمواجهة الأزمات الإعلامية، والحملة الإعلامية الرقمية الشاملة بشأن الحج.

وتستضيف السعودية هذا العام، أكثر من 800 من الإعلاميين الأجانب البارزين لتغطية شعائر الحج.

وسيشهد موسم الحج هذا العام نقلة تقنية نوعية على صعيد الصوت والصورة، حيث ستستخدم الكاميرات الطائرة وتقنية "الإرسال فوراً"، وكاميرات "الأوزمو" لمساعدة وسائل الإعلام العالمية في نقل صورة للحج إلى العالم، وإحداث الفارق في جودة الصوت والصورة.

بدء الموسم

وفي 30 يوليو/تموز الماضي، نشر الحساب الرسمي لرئاسة الحرمين الشريفين عبر "تويتر"، صورا تم تداولها بشكل واسع بين المتابعين، تبين عملية رفع كسوة الكعبة المشرفة، وذلك إيذانا ببدء موسم الحج.

ويتم رفع كسوة الكعبة المشرفة، بمقدار 3 أمتار تقريبا، وتغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض، بعرض مترين تقريبا من الجهات الأربع، وذلك جريا على العادة السنوية من أجل المحافظة على كسوة الكعبة المشرفة من التمزيق بسبب تعلق الطائفين بها.

كما افتتحت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى، باب الملك "عبدالعزيز"، الأكبر بالمسجد الحرام، استعدادا لموسم الحج.

استعدادات أمنية وطبية

كما أعلنت السعودية، انتشار 18 ألف ضابط وفرد أمن، وأكثر من 3 آلاف آلية عسكرية في المملكة، استعدادا لموسم الحج.

وأشارت وزارة الداخلية، إلى أن عملية الانتشار العسكري، هدفها الرئيسي خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير كل سبل السلامة لهم، في موسم الحج.

كما أعلنت وزارة الصحة السعودية، استعداداتها لموسم الحج بتهيئة أكثر من 25 مستشفى و155 مركزًا صحيًّا تحوي 5000 سرير، ويعمل بها أكثر من 25 ألف ممارس صحي بمكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة والمدينة المنوّرة.

في حين يبلغ عدد النقاط الطبية في قطار المشاعر 18 نقطة طبية.

وكشفت الصحة، عن توفير أسطول متكامل من سيارات الإسعاف المختلفة، يقدر عددها بأكثر من 180 سيارة، تشتمل على جميع التجهيزات الطبية اللازمة، وكذلك أجهزة الإنذار وأجهزة اللاسلكي؛ لسهولة الاتصال وسرعـة توجيهها إلى الحالات والمواقع من خلال غرفة قيادة خاصّة.

خدمات

وعلى الصعيد الخدمي، كثفت أمانتا العاصمة المقدسة والمدينة المنورة، جميع طاقاتهما البشرية والمادية، مدعومة بفرق مساندة من بعض القطاعات، والبلديات، والأمن العام، والكشافة إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيين المؤقتين، مع تجهيز أسطول كبير من المعدات والآليات، وتسخير جميع الإمكانيات اللازمة استعداداً لتقديم أعلى المستويات في الخدمات البلدية لحجاج بيت الله الحرام.

ففي مكة، تم تجنيد 23 ألف شخص تقريبا لتنفيذ الخطة التي تشمل جميع المجالات، حيث تمت زيادة أعداد العمالة في مجال النظافة ليصبح أكثـر من 13000 عامل في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

أما في مجال صحة البيئة، فقد هيأت الأمانة عدداً من الفرق واللجان للقيام بمراقبة الأسواق والمحلات الغذائية والمطاعم على مدار الساعة، حيث يبلغ عدد المحلات المتعلقة أنشطتها بالصحة العامة في مكة المكرمة نحو 35 ألف محل، تشمل البقالات والمطاعم والكافتيريات وصوالين الحلاقة والمغاسل والمخابز وغيرها، إضافة إلى عدد من المباسط الموسمية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومتابعة مواقع الحلاقة بمشعر منى والبالغ عددها 1100 كرسي، إضافة إلى إجراء التحاليل المخبرية لجميع العينات من المواد الغذائية أولاً بأول ومصادرة المواد التالفة.

هذا بالإضافة إلى المسالخ التي يتم تشغيلها وفق أعلى الطاقات التشغيلية خلال الموسم، حيث تستوعب أكثر من 15 ألف رأس باليوم الواحد، مع تنظيم مراقبة دخول الماشية إلى المشاعر المقدسة وعدم تسربها.

وتم وضع 32 مركزاً للمراقبة في أماكن مختلفة وسيتم تكثيف الجولات الميدانية والرقابة البيطرية للكشف عن أي حالات وبائية بين الحيوانات ولضمان سلامة اللحوم المقدمة للحجاج.

وفي أمانة المدينة المنورة، تم مباشرة خطة تكثيف الرقابة على المنشآت الغذائية والتي يبلغ عددها 1222 منشأة.

ولفتت الأمانة إلى أنها ستعمل على مدار الساعة في خطة النظافة، في المناطق المحيطة بالمسجد النبوي الشريف ومناطق المزارات الإسلامية والتاريخية، والتي تشهد كثافة عالية من الزوار والحجيج.

كما تشمل مرحلة التكثيف متابعة موقع المردم العام لاستقبال كميات المخلفات الصلبة ومخلفات الذبائح المتوقع جمعها، ليتم التخلص منها بطريقة آمنة بيئياً، في كل مراحل هذا العمل.

كما أكملت الهيئة العامة للرياضة، بالمشاركة في المركز التطوعي لخدمة الحجاج، حيث ستشارك بـ250 شاباً وجوالاً في خدمات المركز المقدمة لضيوف الرحمن في مشعر منى لموسم حج هذا العام.

وفتحت السعودية، مؤخرا، المجال لمشاركة 1000 سيدة في تنفيذ خطة الإدارة العامة النسائية بوكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي، لتقديم الخدمات للحجيج من السيدات وزائرات المسجد.

كما أتاحت وزارة الحج والعمرة، رابطا لحجاج الداخل في المسار الإلكتروني لتسجيل أطفالهم في الحضانات والروضات الموسمية، مقابل 2500 ريال للطفل، يتم دفعها من خلال برنامج "سداد".

ويبلغ متوسط عدد الحجاج سنويا رسميا مليوني حاج، إلا أن الأعداد الحقيقة تزيد عن ذلك بكثير، وتحتاج المملكة لتوفير الراحة والنظام لهم، إلى ترتيبات لوجيستية وآلاف العاملين ورجال الأمن.

وتبحث المملكة عن دمج التطور التكنولوجي واللوجيستي في تسهيل رحلة الحاج إلى بيت الله الحرام.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الحج خدمات استعدادات موانئ استعدادات طبية تجهيزات أمنية