قالت الكاتب الإسرائيلية "أورا كورين"، إن التكلفة الباهظة التي من المحتمل أن تتكبدها إسرائيل حال قيام إيران بغلق "باب المندب"، كانت كلمة السر وراء التهديدات القوية التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو"، لطهران.

وحذر "نتيناهو إيران" ، فى كلمته خلال مراسم تخرج فوج جديد من ضباط البحرية أقيمت في قاعدة حيفا البحرية، الأسبوع الماضي، أنها ستواجه تحالفا دوليا يتضمن جميع صنوف قوات إسرائيل.    

وقالت الكاتبة إن باب المندب يعد ممرا مائيا استراتيجيا وطريقا رئيسيا للتجارة الدولية ، والبديل عن المرور عبره هو الإبحار حول القارة الإفريقية، كما يمر من خلاله كميات كبيرة من النفط المنقولة من دول الخليج إلى أوروبا. وفى عام 1967 كان غلق مصر لمضيق مماثل، وهو "تيران"، أحد الاسباب التى أدت إلى اندلاع حرب "الأيام الست" حرب 1967، وفى تلك الفترة خشيت إسرائيل من فقدان قوة الردع، ناهيك عن المشاكل الأخري التي تنطوي على التجارة مع الشرق .

وأضافت الكاتبة أنه إذا انضمت إسرائيل إلى تحالف دولي ضد إيران بسبب مضيق باب المندب، فستكون هناك أسباب أخري متعددة لتلك الخطوة، بعضها مماثل لما جري فى عام 1967 ، فإسرائيل تريد حماية مصالحها الإقتصادية وعلاقتها فى الشرق، خاصة تلك المتعلقة بالصين .

وأوضحت أن إسرائيل لديها مصلحة فى الانضمام إلى تحالف يحمي مصر والسعودية ، ومن شأن خطوة إنشاء التحالف أن تعمل على تعزيز وضع إسرائيل المتعلق بجغرافتيها السياسية فى الشرق الأوسط ، فضلا عن علاقاتها مع الدول الخليجية الأخري التي تخشي إيران .

15 مليار دولار

وأشارت الكاتبة إلى أنه من الناحية الاقتصادية ، تمر بضائع تقدر قيمتها بحوالي 15 مليار دولار، عبر باب المندب كل عام من وإلى إسرائيل. وعلى وجه التحديد، وفقا للمكتب المركزي للإحصاء، فقد بلغ إجمالي قيمة التجارة البحرية من آسيا وأوقيانوسيا (أستراليا ونيوزيلندا) واردات تبلغ حوالي 12.3 مليار دولار، و صادرات بقيمة 3 مليارات دولار عام 2017 .

ولفتت إلى أن إجمالي تجارة السلع فى العامل الماضي بلغ 130 مليار، منها 69 مليار دولار وارادات، و61 مليار دولار صادرات، أي أن 18٪ من جميع الورادات و5٪ من جميع الصادرات تمر عبر مضيق باب المندب، كما تستورد بضائع عن طريق السفن بنسبة 15.5% من إجمالي الواردات.

وفيما يتعلق بالصادرات، فإن إسرائيل تشحن إلي الولايات المتحدة 19.4٪ من إجمالي الصادرات، وهولندا تركيا أكثر من الصين (4.8٪) وفقا للكاتبة.

ويقول الخبراء إنه إذا كان من المتوقع أن تزداد التجارة الإسرائيلية-الصينية، متجاوزة الصادرات من الولايات المتحدة الأمريكية فى السنوات المقبلة، فسوف تشتري إسرائيل فى الغالب الالات والمعدات الكهربائية والمنسوجات والمعادن من الصين، فيما تصدر إلى الصين المواد الكميائية والمواد المقطّرة.

وأضافت الكاتبة أن إسرائيل تقيم علاقات تجارية مع كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، لكن إغلاق باب المندب سيضر بشكل رئيسي بورادات إسرائيل المتزايدة من الصين، وبشكل عام استيراد السيارات من الشرق.

ولفت إلى أن التوترات الي تحيط بالمضيق سترفع تكاليف التأمين البحري، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار المنتجات.

سيناريو أسوء وفقا للكاتبة، يري أن غلق إيران للمضيف سيؤدي إلى نشوب حرب فى المنطقة ، لكن لايبدو أن هذا من المرجح حدوثه فى هذه المرحلة؛ بسبب حاجة إيران إلى الاستثمارات الأجنبية، كما أنه لا توجد مصلحة لديها فى اندلاع نزاع كبير يخرج عن السيطرة ويوسع التحالف الغربي الذي تم تشكيله ضدها.