أعلنت مصر، استعادة مخطوط "المختصر في علم التاريخ"، للمؤلف "محيي الدين الكافيجي"، بعد نحو 50 عاما من اختفائه.

وظهر المخطوط في صالة بيع في العاصمة البريطانية لندن، في أبريل/نيسان الماضي، قبل أن تتم استعادته.

وحسب رئيس دار الكتب والوثائق القومية المصرية، "هشام عزمي"، فإن هذا المخطوط له خصوصية، إذ هو منسوخ بعد 8 أيام فقط من كتابة النسخة الأصلية بيد "الكافيجي"، ويعد المؤلف التاريخي الوحيد المستوفي للجانبين التاريخي والتطبيقي.

ورحلة استعادة المخطوط، بدأت في أبريل/نيسان الماضي، عندما أعلنت صالة "بونهامز" للمزادات في لندن عن بيع مخطوط بعنوان "المختصر في علم التاريخ"، وعلى الفور ناشدت عدة جهات من بينها اتحاد الأثريين العرب، الجهات المعنية بوقف بيع المخطوط لأهميته التاريخية من جهة، ولحق مصر الأصيل في ملكية هذا المخطوط من جهة أخرى.

وفِي اليوم التالي، حسب "عزمي"، نجحت دار الكتب في إيقاف البيع، بعد أن أثبت ملكيتها لهذا المخطوط، مدعمة ذلك بكل الوثائق.

ورحلة المفاوضات تمت على مرحلتين، تمثلت المرحلة الأولى في التفاوض مع مسؤولي صالة البيع، حيث تم تسليمهم نسخة مصورة من فهرس دار الكتب المصرية، المثبت فيه عنوان ورقم المخطوط والمحضر الذي تم تحريره لدى الشرطة بمعرفة دار الكتب، بالإضافة إلى شهادة من دار الكتب المصرية بأنها لم تتخل عن ملكية المخطوط سواء بالبيع أو بغيره.

وعلى أثر ذلك، قررت صالة المزادات إحالة الأمر إلى حائز المخطوط، فبدأت المرحلة الثانية من التفاوض لإعادة المخطوط إلى مصر، والتي انتهت بمرافقة حائز المخطوط على إعادته لدار الكتب.

وأرجع "عزمي" أهمية المخطوط إلى كاتبه "الكافيجي" الذي اعتبره "السخاوي" و"السيوطي"، وهما من كبار العلماء في التاريخ الإسلامي، علامة الدهر، ونادرة الزمان وفخره، باﻹضافة إلى قيمته التراثية والعلمية الكبيرة.

ويعد أقدم رسالة إسلامية معروفة عن نظريات التاريخ، ويمتاز بأصالة منهجه حيث اهتم بتوضيح المناقشات النظرية للتاريخ في منهج قصصي.