أعلن السودان وموريتانيا واليمن عن وقوفهم بجانب السعودية، في الإجراءات التي اتخذتها تجاه كندا إثر الأزمة السياسية بينهما، ورفضوا ما وصفوه بتدخل أوتاوا في الشؤون الداخلية للرياض.
وأعلنت الخرطوم إدانتها ورفضها القاطع للادعاءات الكندية ضد المملكة العربية السعودية، واعتبرها تدخلا صريحا وسافرا فى شؤون دولة مستقلة وذات سيادة، ومخالفة لأبسط الأعراف الدولية والمواثيق التي تحكم العلاقات بين الدول.
وذكرت رئاسة الجمهورية السودانية، فى بيان مساء أمس الإثنين، أن إدانة السودان ورفضه الادعاءات الكندية يأتي متسقا مع موقفه المبدئي الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول للنيل من سيادتها واستقلالها، ومحاولات فرض إملاءات عليها مهما جاءت شاكلتها وتحت أية ذريعة، وما تستهدف من نيل لسيادة الدول تحت ذرائع واهية ومختلقة.
وأشار البيان إلى أن السودان الذى يعاني كثيرا من مثل هذه التدخلات، يؤيد الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لردع مثل هذه التدخلات المستهجنة في شؤونها الداخلية وعلاقتها بمواطنيها، فى ظل سيادة حكم القوانين التى ارتضتها لحفظ وسلامة مجتمعها وسلامها الأهلي وسيادتها.
في غضون ذلك، أعربت الخارجية الموريتانية عن تضامن وتعاطف نواكشوط الكامل مع المملكة العربية السعودية في موقفها تجاه تصريحات الخارجية الكندية.
وقالت الخارجية إن موريتانيا تعتبر التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان على أساس ذريعة زائفة بالدفاع عن حقوق الإنسان غير مقبول ويتنافى مع العرف الدبلوماسي والعلاقات الدولية.
وأضافت أن هذا التدخل لا يخدم السلم والأمن الدوليين بل قد يهدد الأمن والاستقرار.
وأضافت أنها فوجئت بما قامت به وزيرة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في السعودية من تدخل سافر في قضايا ما زالت أمام القضاء وخاصة بإعطائها "الأوامر" للجانب السعودي بالإفراج الفوري عن موقفين أمام القانون في بلد ذي سيادة، مطالبة كندا بسحب تصريحها غير المسبوق.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية اليمنية عن استنكارها للتصريحات التي صدرت مؤخرا عن كندا، حول ناشطي المجتمع المدني في المملكة العربية السعودية.
واعتبرت الخارجية اليمنية أن التصريحات الكندية بمثابة "تدخل سافر وغير مقبول في العلاقات بين الدول".
وأعربت الخارجية في بيان صحفي "عن أسفها الشديد للموقف الكندي اللامسؤول وتدخلها غير المقبول بالمطلق في الشؤون الداخلية للسعودية، الدولة ذات السيادة والتي تسود فيها سلطة القانون وتحمي حقوق الإنسان في ظل حرصها على الأمن والسلام الذي يحفظ لمجتمعها استقرارا اجتماعيا تفتقد إليه الكثير من الدول".
وأكدت "وقوف اليمن التام والكامل مع السعودية في مواجهة أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية أو المساس بسيادتها"، مشيرة إلى ضرورة احترام القوانين والأنظمة والإجراءات القضائية السعودية من منطلق الحدود الصارمة في العلاقات الدولية وعدم التدخل في شؤونها.
وفي وقت سابق الإثنين، أصدرت الخارجية السعودية بيانا قالت فيه إنها استدعت سفيرها لدى كندا للتشاور، كما أعلنت تجميد التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة كافة مع كندا، مع احتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى.
واعتبرت المملكة، في البيان، السفير الكندي في السعودية شخصا غير مرغوب فيه، وطلبت منه مغادرة المملكة خلال الـ24 ساعة المقبلة، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".
جاء ذلك، ردا على بيان لوزارة الخارجية الكندية، قال إن كندا تشعر بقلق بالغ إزاء الاعتقالات الإضافية للمجتمع المدني وناشطي حقوق المرأة في المملكة السعودية، بما في ذلك "سمر بدوي".
وأضاف البيان الكندي أنها تحث السعودية على الإفراج عنهم فورا، إضافة إلى جميع الناشطين الآخرين في مجال حقوق الإنسان.
وسبق، أن كشفت "منظمة العفو الدولية" أن الناشطة الرائدة في مجال حقوق المرأة "سمر بدوي"، شقيقة المدون المعتقل في السعودية "رائف بدوي"، اعتقلتها الشرطة السعودية، الأسبوع الماضي.
