كيف استغلت روسيا العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لصالح "ترامب"؟

الثلاثاء 7 أغسطس 2018 10:08 ص

قالت القناة العاشرة الإسرائيلية، في تقرير لها، إن شبكة روسية قامت بالتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح الرئيس الحالي "دونالد ترامب"، من خلال تحسين صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، وعلاقاته مع "ترامب".

وأوضحت أن الشبكة الروسية قامت بإبراز التوتر بين "نتنياهو" والرئيس الديمقراطي السابق "باراك أوباما" بما ينعكس سلبا على نظرة الناخب الأمريكي إلى مرشحة الحزب الديمقراطي "هيلاري كلينتون".

وبثت القناة العاشرة التقرير، مساء الإثنين، وبيّن أن هذه الشبكة قامت ببث مئات آلاف المنشورات والتغريدات عبر حسابات لموقعي "فيسبوك" و"تويتر"، ومنصات تواصل اجتماعي أخرى وهمية، لتثير حوارا حول العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وتبرز حسنات علاقة "نتنياهو-ترامب"، وتدهور علاقات الديمقراطيين بـ(إسرائيل).

وقالت القناة العاشرة إن التحقيق كشف عن 3 ملايين تغريدة آخرها نُشر قبل 3 أشهر، كلها من إنتاج عملية روسية محكمة التخطيط، نفذتها "وكالة أبحاث الإنترنت" الروسية، التي وصفتها القناة بأنها منظمة غامضة تعمل من موسكو، وهي مموّلة من قبل شخص مقرّب من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ووظفت المئات من العاملين لسنوات كي تؤثر على الجدل الدائر في الولايات المتحدة والدول الغربية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب".

وهذه المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن استغلال الروس للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية في حملتهم "المفترضة" التي هدفت لمساعدة "ترامب" على الفوز.

وحسب التحقيق التليفزيوني الإسرائيلي، كان عميل روسي من بين مئات العملاء العاملين في الشبكة يقوم بإنشاء حسابات مزورة، وينشر عليها قصصا وهمية، مثل منشور (على فيسبوك) شبّه الصراع بين "كلينتون" و"ترامب" بالصراع بين الشيطان والمسيح، وتغريدة على "تويتر"، ادعت أن "كلينتون" زيفت نتائج الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي في كل المناطق التي فازت فيها كي تنال ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية.

وكان هذا العميل يختار اسما أمريكيا له، ويقدم نفسه على أنه من مؤيدي الحزب الجمهوري في ولاية تينيسي مثلا، وهذا أكدته الاستخبارات الأمريكية أيضا، وقالت إن الهدف الأساسي كان زرع الفرقة، ونشر الآراء المتطرفة وإضعاف أمريكا، أما الهدف الثاني فكان مساعدة "ترامب" في الوصول إلى البيت الأبيض.

وقال التحقيق إن ملايين الأمريكيين تعرضوا للحملة الروسية دون أن يعلموا ذلك ربما حتى اليوم.

وأشار التحقيق إلى محاولات روسية لتعكير العلاقات بين "أوباما" و"نتنياهو"، ولتعزيز العلاقة بين "ترامب" و"نتنياهو"، عن طريق تغريدات جاء في إحداها: "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متهم بالفساد؟، هذا مستحيل! نتنياهو صديقنا، وتحت حكمه صارت (إسرائيل) حليفتنا الأقوى، شاركوا هذه التغريدة إن كنتم تظنون أن نتنياهو بريء".

وفي تغريدة أخرى: "لو كان لدينا شخص مثل نتنياهو عام 1938 لثنى تشامبرلين عن إجراء مفاوضات مع هتلر".

والمقصود هنا "آرثر نيفيل تشامبرلين"، الذي كان رئيسا للوزراء في بريطانيا، والذي حاول استرضاء الزعيم الألماني النازي "أدولف هتلر" اجتنابا لشره، لكن ذلك لم يفده، واندلعت الحرب العالمية الثانية واضطرت بريطانيا للدخول فيها ضد ألمانيا.

ويبدو أن المقصود تشبيه "أوباما" بـ"تشامبرلين" في مفاوضاته مع إيران حول برنامجها النووي.

أما أكثر التغريدات إعادة للنشر والمشاركة، فتتعلق بالدفاع عن "ترامب" واعتبار أنه يتعرض لمحاولة تشويه وشيطنة تماماً مثل "نتنياهو"، وأن الاثنين هما اللذان يسعيان لكشف فشل "أوباما".

فمثلا عندما زار "نتنياهو" سور الصين العظيم، كتب في إحدى التغريدات: "من الضروري بناء سور في غرب أوروبا"، في إشارة كما يبدو لوقف هجرة المسلمين تجاه أوروبا الغربية، ولدعم برنامج "ترامب" الانتخابي المناهض للمهاجرين.

وحسب القناة العاشرة، فقد تم تحليل 3 ملايين تغريدة لصالح التحقيق التليفزيوني، وبين جزء منها محاولات لتعزيز اليمين واليمين المتطرف في الخريطة السياسية الأمريكية، من أجل أن تتعزز صورة "نتنياهو" بشكل إيجابي في صفوفه، كما ذكر البروفيسور "باتريك وورن"، في جامعة كليمسون بولاية كارولينا الجنوبية.

وذكرت القناة أنه من بين 3 ملايين تغريدة، هناك 832 ألف تغريدة كتبت بلغات غير إنجليزية.

وتناولت عشرات آلاف التغريدات (إسرائيل) وإيران والشرق الأوسط.

وتوصلت عدة تقارير استخباراتية أمريكية خلال الأشهر الأخيرة إلى تورط روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، في حين ظل «ترامب» يستبعد هذا التدخل طوال الأشهر الماضية.

وأقر البيت الأبيض مؤخرا، أن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016، موضحًا في الوقت ذاته أن حملة «ترامب» لم تتواطأ معها.

وكانت الحملة الانتخابية لـ«ترامب»، واجهت اتهامات خلال الفترة الماضية، بالتواصل مع الجانب الروسي خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية.

  كلمات مفتاحية

التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية نتنياهو أوباما ترامب

"ترامب" يعترف بلقاء نجله مع محامية روسية إبان الانتخابات

الاستخبارات الأمريكية تتهم روسيا بمحاولة التأثير على الانتخابات النصفية