"واشنطن بوست" تدعو ديمقراطيات العالم لدعم كندا ضد السعودية

الأربعاء 8 أغسطس 2018 05:08 ص

دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، من وصفتهم بـ"الديمقراطيات الرائدة" حول العالم، بضرورة الوقوف بجانب دولة كندا في أزمتها الدبلوماسية المتصاعدة مع السعودية، على خلفية مناشدة وزيرة الخارجية الكندية "كريستيا فريلاند" للرياض بضرورة الإفراج عن ناشطين حقوقيين محتجزين بالمملكة.

ووجهت الصحيفة في افتتاحية لمجلس تحريرها، الدعوة لوزراء خارجية الدول السبع الكبرى، التي قالت إنها ستبدأ بهم، إلى ضرورة إعادة نشر التغريدة التي كتبتها "فريلاند" وطالبت فيها الرياض بالإفراج عن "سمر بدوي"؛ مشددة على أن الحقوق الأساسية هي شأن يجب أن يتدخل الجميع لحمايته.

وأضافت الصحيفة أنه لسوء الحظ، انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى حد كبير من دور نصير الحرية وحقوق الإنسان في الخارج، لافتة إلى وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا "فاترا" حول الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وأوتاوا، حثت خلاله الطرفين على حل النزاع .

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "هيذر ناورت": "ينبغي لكلا الجانبين أن يحلا ذلك بالوسائل الدبلوماسية، لا يمكننا فعل ذلك نيابة عنهما، ويتعين عليهما حل ذلك معا".

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه من الرائع رؤية كندا تتمسك برفع قيم حقوق الانسان، حتى على حساب خسارتها لعلاقتها مع السعودية، لكن يجب ألا تضطر كندا إلى القيام بالدفاع عن حقوق الانسان بمفردها.

وأضافت أن ما تقوم به كندا في الوقت الراهن هو الدور التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية للدافع عن القيم العالمية في كل مكان تنتهك فيه، ولكي تظهر للحكام المستبدين أنه لا يمكنهم إخفاء أعمالهم القذرة خلف الأبواب المغلقة.  

وقالت الصحيفة إن المملكة العربية السعودية قدمت ردا قويا على المناشدة الكندية للإفراج عن الناشطات البارزات "سمر بدوي" و"نسيمة السادة"، وذلك عبر بيان شديد اللهجة من السعودية اتهم مناشدتها بالتدخل الصارخ في الشؤون الداخلية للمملكة، وإهانة القضاء وقطع العلاقات الدبلوماسية وتجميد التجارة وغيرها.

وأوضحت الصحيفة أن الحاكم الصغير للمملكة وهو ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" غير متسامح مع المعارضة، فقد سجن العشرات من المنتقدين، بينهم مثقفون وصحفيون، ومناصرون لحق المرأة في قيادة السيارة، وقد زج بمعظمهم في السجن لفترات طويلة بشكل غير قانوني ودون وجود أدلة واضحة لإدانتهم.

وتابعت أنه عندما دعت وزيرة الخارجية الكندية للإفراج عن الناشطين جاء الرد من المملكة بطرد السفير الكندي في الرياض وتجميد التجارة بين البلدين،  كما أوقفت برامج للتدريب والابتعاث والزمالة، وكانت الرسالة المراد توجيهها من تلك الخطوات هي "يجب على الدول الأخرى أن تهتم بشؤونها الخاصة وإلا.." .

وأشارت إلى أن ما فهمته السيدة "فريلاند" وكندا بشكل صحيح من الرسالة السعودية، أن حقوق الانسان وحرياته الأساسية هي قيم عالمية ليس للملوك والديكتاتوريين منحها اعتباطا أو منعها لمجرد الهوى.

 

  كلمات مفتاحية

كندا السعودية حقوق الانسان سمر بدوي