قتل 39 مدنيا، غالبيتهم من الأطفال، وأصيب 43 آخرين، الخميس، جراء قصف جوي نفذته مقاتلات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، بمحافظة صعدة (شمال)، المعقل الرئيسي للحوثيين في اليمن، حسبما أفادت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
الواقعة أكدتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أعلنت سقوط عشرات القتلى والجرحى، صباح الخميس، جراء هجوم استهدف حافلة تقل أطفالا في محافظة صعدة، لكنها لم تحدد طبيعة الهجوم ولا مصدره.
وقالت اللجنة، على حسابها بموقع "تويتر"، إن "هجوما وقع على حافلة تقل أطفالا في سوق ضحيان".
وأضافت أنه في أعقاب الهجوم: "تلقى المستشفى الذي تدعمه اللجنة الدولية للصليب الأحمر عشرات القتلى والجرحى".
ودعت اللجنة إلى "حماية المدنيين أثناء النزاع بموجب القانون الدولي الإنساني".
بينما قال الناطق باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، "يوسف الحاضري"، إن 39 مدنياً قتلوا معظمهم أطفال لم يتجاوزوا الـ15 عاما، وأصيب أكثر من 43 آخرين في القصف الجوي.
وأشار "الحاضري" إلى أن هذه الحصيلة غير نهائية، مؤكدا أن معظم الجرحى إصابتهم حرجة، منتقدا ضعف الخدمات الصحية في صعدة، جراء الحصار والقصف الجوي الذي تفرضه قوات التحالف.
وحسب شهود عيان، فان الغارة قصفت حافلة تقل عشرات الطلاب الملتحقين بمراكز تحفيظ القرآن ضمن البرامج الصيفية المدرسية، أثناء مرورها في سوق ضحيان، وفقا للوكالة "الألمانية".
وقال السكان إن "تلك المنطقة لا تشهد معارك مسلحة، وهي منطقة مأهولة بالمدنيين والنازحين من المناطق الحدودية".
ونشرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لأطفال قتلى ومصابين، جراء القصف، وقد تفحمت أجزاء من أجسادهم جراء الهجوم.
من جانبه، قال المتحدث باسم الحوثيين "محمد عبدالسلام"، إن "مجزرة بشعة (ارتكبها) طيران العدوان السعودي الأمريكي (يقصد التحالف العربي)، مستهدفا حافلة طلاب وسط مدينة ضحيان بصعدة".
وأضاف أن الهجوم أسفر عن "سقوط العشرات من الشهداء والجرحى من الطلاب والمواطنين".
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من قيادة التحالف العربي، بشأن هذا الهجوم، لكنها تقول عادة إنها لا تستهدف المدنيين.
كانت الأمم المتحدة حذرت غير مرة في السنوات الماضية، من ارتكاب أطراف النزاع في اليمن، بما فيها التحالف العربي، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب، خاصة استهداف المدنيين والمنشآت العامة بالغارات الجوية.
ويشهد اليمن، منذ قرابة 4 أعوام، حربا بين القوات الحكومية والحوثيين، المتهمين بتلقي دعم إيراني، ويسيطرون على محافظات، بينها صنعاء، منذ 2014.
وتزايدت في الآونة الأخيرة، الغارات الجوية لتحالف السعودية التي تستهدف مدنيين، وأسفرت عن سقوط العشرات بينهم نساء وأطفال، وسط انتقادات أممية ودولية لتكرار الغارات ضد المدنيين.
وخلفت الحرب أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وحسب تقارير حقوقية دولية، فإن أكثر من 61% من ضحايا الحرب في اليمن سقطوا جراء غارات الطيران التابع للتحالف العربي.