نفت مصادر بالنيابة المصرية الأنباء التي ترددت عن اعتراف الراهب "أشعياء المقاري" بقتل الأنبا "إبيفانيوس"، رئيس "دير أبو مقار" بمدينة وادي النطرون، شمالي البلاد.

وأوضحت المصادر أن "أشعياء" متحفظ عليه للتحقيق معه في واقعة محاولته الانتحار بالسم، ولم يتم انتهاء التحقيق معه حتى الآن، حسب صحيفة "الشروق" المصرية (خاصة).

وتنتظر النيابة شفاء راهب بالدير ذاته يدعى "فلتاؤس المقاري"، والذي أقدم على الانتحار، وقطع شراينه، وهو الآن بالعناية المركزة بمستشفى غرب القاهرة، حتى يتم استجوابه أيضا حول أسباب إقدامه على الانتحار.

وأكد المصدر أن القضية برمتها سيتم تحويلها لنيابة الاستئناف بالإسكندرية (شمال).

وخلال الأيام الأخيرة، جرت أحداث يشوبها الغموض في دير "أبومقار"، شملت العثور على الأنبا "إبيفانيوس"، رئيس الدير، مقتولا، يوم 29 يوليو/تموز الماضي.

وتلا ذلك، إقدام الراهب بالدير ذاته، "إشعياء"، على محاولة الانتحار بتناول السم، في أعقاب قرار تجريده من رتبته الدينية وطرده من الدير، في 5 أغسطس/آب الجاري، دون إعلان سبب للخطوة، باستثناء دعوة الراهب المذكور لـ"التوبة وإصلاح حياته".

وفي 6 أغسطس/آب، أقدم راهب ثان بالدير ذاته يدعى "فلتاؤس" على محاولة انتحار عبر قطع شرايين يده وإلقاء نفسه من مكان مرتفع؛ ما أدى لإصابته بكسور في الحوض والعمود الفقري، ونقلته للمستشفى في حالة حرجة.

وبينما لم يتضح على الفور ما إذا كان هناك من عدمه علاقة بين واقعة مقتل رئيس دير "أبومقار" ومحاولتي الانتحار، قررت النيابة المصرية التحفظ على الراهب "إشعياء" على خلفية تحقيقاتها في القضية، كما استفسرت عن وضع الراهب "فلتاؤس" الصحي وإمكانية استجوابه.

كان البرلماني "مصطفى بكري" أكد تورط الراهب "أشعياء" في قتل الأنبا "إبيفانيوس"، مضيفا أن النيابة العامة تحفظت عليه بعد تحقيقات مكثفة معه.

يذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، نفت في وقت سابق، وجود علاقة بقرارها الصادر بحق "أشعياء"، والتحقيقات الخاصة بمقتل "إبيفانيوس"، وأرجعت الأمر لـ"أسباب رهبانية بحتة".

لكن البعض اعتبر قرار التجريد تمهيدا لتقديم "أشعياء" للتحقيق أمام النيابة كمتهم في مقتل "إبيفانيوس"، وفقا للعرف الكنسي في التعامل مع الرهبان الخاضعين للتحقيقات أمام الجهات القضائية المدنية؛ حيث تجردهم الكنيسة ليتم التعامل معهم بصفتهم المدنية بحيث لا صلاحية لهم بالظهور بالزي الكنسي.