"و. بوست": هكذا صدم "ترامب" و"أردوغان" الليرة التركية بيوم واحد

الجمعة 10 أغسطس 2018 07:08 ص

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تحليلا بيانيا يظهر تفاصيل الانخفاض الحاد الذي شهدته العملة التركية (الليرة) مقابل الدولار، الجمعة، مشيرة إلى أن تغريدة للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وتصريحات حماسية من نظيره التركي، "رجب طيب أردوغان"، أشعلت الأمور.

وأظهر التحليل، الذي كتبه "آدم تايلور" أن الليرة انخفضت، لتسجل 5.9 أمام الدولار، مع بداية "أردوغان" لخطابه أمام أنصاره، بعد صلاة الجمعة، لكن بعد دقائق، ومع تغريدة "ترامب" عن قراره الجديد بمضاعفة الرسوم على واردات الألومنيوم والصلب التركية، وتأكيده بأن العلاقة مع تركيا "ليست جيدة حاليا"، أصاب الليرة انهيار مفاجئ ودراماتيكي حتى سجلت 6.4 أمام الدولار.

وأشار التحليل إلى أن الليرة التركية خسرت أكثر من 18% من قيمتها، في يوم واحد (الجمعة)، بشكل غير مسبوق؛ مما زاد من التدهور الحاد الذي تواجهه تلك العملة منذ شهور.

وقال إن التطور الدراماتيكي بدأ بتغريدة صباحية (بتوقيت الولايات المتحدة) مفاجئة من "ترامب"، أعلن فيها قرارا جديدا على صعيد الحرب الاقتصادية مع تركيا؛ حيث قرر مضاعفة الرسوم على الواردات التركية من الألومنيوم والصلب؛ حيث أصبحت رسوم استيراد الألومنيوم 20% والصلب 50%.

وأضافت الصحيفة أنه قبيل تغريدة "ترامب" بدقائق، كان "أردوغان" يقف مخاطبا العديد من المواطنين الأتراك، في كلمة نقلتها وسائل الإعلام، مطالبا الجميع بوقف عمليات بيع الليرة وشراء الدولار، وتحويل كافة دولاراتهم وذهبهم إلى الليرة، لدعم العملة المحلية، متحدثا عن حرب اقتصادية تشنها قوى خارجية ضد تركيا، وأنها "معركة قومية" تستوجب ردا شعبيا.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن كلمات "أردوغان" لم تكن كافية لطمأنة المستثمرين؛ حيث استمر انخفاض الليرة بشكل كبير، بعد انتهاء حديثه، وشكك العديد من المحللين في نظرية الحرب الاقتصادية التي تحدث عنها الرئيس التركي.

وأردفت الصحيفة: "لكن تغريدة ترامب قد تغير تلك النظرة لتظهر أن واشنطن قررت بالفعل استخدام السلاح الاقتصادي في خلافها مع أنقرة بشكل فاعل وغير مسبوق".

واعتبرت أن "إدارة ترامب ليست غريبة عن مبدأ استخدام القوة الاقتصادية كسلاح سياسي لضرب قوى خارجية وحكومات"، مستدلا بتصعيد عقوباتها بشكل سريع ضد كوريا الشمالية وإيران وروسيا، بشكل دفع عملات تلك الدول إلى الانخفاض والمعاناة.

وفي الوقت نفسه، تخوض الولايات المتحدة حربا اقتصادية ضد الصين، لا تزال رحاها دائرة، من خلال التعريفات الجمركية وغيرها من الإجراءات.

واختتمت "واشنطن بوست" تحليلها بالقول إن تغريدة "ترامب" أظهرت أنه في العديد من الحالات تتداخل العوامل السياسية والاقتصادية.

وتوقعت أن يقدم الرئيس الأمريكي على المزيد من قرارات العقاب ضد تركيا، بموجب القانون التجاري 232 الذي يمنحه "صلاحيات واسعة جدا" لفرض التعريفات الجمركية والرسوم، في قضايا تمس الأمن القومي الاقتصادي الأمريكي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا أمريكا ترامب أردوغان الليرة التركية