زعمت دراسة دولية كبيرة مؤخرا أن الملح المنخفض للغاية في النظام الغذائي، سئ على صحتك مثله مثل الملح الكثير، قائلين في نتائج أثارت الانتقادات، أن الاستخدام العادي للملح لا يزيد من المخاطر على القلب كما هو معتقد.

قلة الملح ضارة أيضا

وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية البالغين بألا يأكلوا أكثر من 6 جرامات من الملح يوميا، وأن الارتفاع فوق هذا المستوى من الملح في النظام الغذائي، سيؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

لكن دراسة نُشرت في مجلة "لانسيت" الطبية، والتي تابعت النظام الغذائي لـ95.767 مشاركا من 18 دولة، تجادل بأن تناول بين 7.5 جرام و 12.5 جرام من الملح (من 2 جراما إلى 5 جرام من الصوديوم) في اليوم لا يُحدث فرقا كبيرا.

يذهب المؤلفون إلى حد الادعاء بأن المستويات المنخفضة جدا -أقل من 5 غرام- من الملح يبدو أنها عرضت الناس في الدراسة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقال البروفيسور "أندرو مينتي"، وهو خبير في صحة السكان: "إن دراستنا تضيف إلى الأدلة المتنامية التي تشير إلى أن الصوديوم قد يكون له دور مفيد في الصحة القلبية الوعائية عند تناوله بشكل معتدل ولكنه قد يكون أكثر خطورة حين يستخدم بكميات عاليا جدا أو منخفضا جدا".

وقال: "تحتاج أجسامنا إلى عناصر غذائية أساسية مثل الصوديوم، لكن السؤال هو كم قدر ذلك".

ووجدت الدراسة أن الأنظمة الغذائية المالحة كانت ترتبط بارتفاع ضغط الدم وعدد أكبر من السكتات الدماغية، وشوهد هذا بوضوح أكبر في تلك المجتمعات التي تناولت مستويات عالية جدا، فوق 12.5 جرام من الملح يوميا، وكان هذا بشكل رئيسي في الصين حيث تستخدم صلصة الصويا على نطاق واسع.

في الواقع، تجاوز 80% من المشاركين الصينيين في الدراسة عتبة تناول الملح المرتفعة للغاية، في حين أن 84% من المجتمعات خارج الصين تقع ضمن العتبة "المعتدلة".

كما وجد أن أمراض القلب والأوعية الدموية انخفضت حيثما أكل الناس المزيد من البوتاسيوم، المتوفرة في الفواكه والمكسرات والخضروات، لكن من غير المعلوم ما إن كان هذا عائدا لخواص وقائية لها أم إنها علامة فقط على النظام الغذائي الجيد.

انتقادات للدراسة

لم يتمكن أي بلد بعد من تخفيض متوسط استهلاك الملح لدى مواطنيه أقل من المستوى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية وهو 5 جرامات في اليوم.

يحتاج الجسم إلى الصوديوم ولكن المتطلبات منخفضة للغاية خارج المناخ الحار، حيث التعرق يعني فقدان الملح بسهولة، وحيث يكون تأثير المستويات المنخفضة أقل وضوحا.

ويقول البروفيسور "مينتي": "في حين أن تناول الصوديوم بكميات منخفضة يقلل من ضغط الدم، فإن المستويات المنخفضة للغاية قد يكون لها أيضا تأثيرات أخرى، بما في ذلك الارتفاعات الضارة لهرمونات معينة مرتبطة بزيادة في خطر الموت وأمراض القلب والأوعية الدموية".

لكن البحث ووجه بانتقادات العلماء، قائلين إن العلاقة بين الصوديوم المنخفض جدا وأمراض القلب ليست علاقة سببية واضحة ولا يوجد تفسيرات لهذه الملاحظة، وأنه لا يجب اعتبار الأوراق البحثية ذات الجودة العلمية الضعيفة جزء من قاعدة الأدلة.