التقى الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، سرا، رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، في 22 مايو/أيار الماضي، بالقاهرة، وتباحثا في خطة شاملة لوقف إطلاق النار مع "حماس"، وحل أزمة حصار قطاع غزة.

كشف ذلك، دبلوماسي إسرائيلي رفيع (رفض الكشف عن هويته)، خلال حديثه مع القناة "العاشرة" الإسرائيلية، الذي قال إن "نتنياهو" توجه جوا إلى مصر، يرافقه عدد صغير من المستشارين والحراس، حيث مكث في القاهرة عدة ساعات، وشارك في وجبة إفطار رمضاني، وعاد في ساعة متأخرة إلى البلاد.

كما نقلت القناة تأكيد مسؤولين أمريكيين للقاء، وقولهم إن "نتنياهو" و"السيسي" تباحثا في "خطة تشمل وقف إطلاق النار، وعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وتسهيلات في الحصار الإسرائيلي والمصري على القطاع، وتطوير البنى التحتية".

وخلال اللقاء، شدد "السيسي" على أن "الحل للوضع في قطاع غزة يجب أن يكون عن طريق عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، وتحمل مسؤولية إدارته، حتى لو تحقق ذلك بشكل تدريجي، وحتى بدون نزع الأسلحة الثقيلة من القطاع كشرط مسبق".

وأضافت القناة "العاشرة"، أن "رسالة السيسي تعني أنه يجب على (إسرائيل) والدول العربية والمجتمع الدولي الضغط على محمود عباس لتحمل مسؤولية إدارة قطاع غزة، رغم عدم رغبته بفعل ذلك".

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" النبأ، مشيرا إلى أن مكتب رئيس الحكومة رفض التعقيب على ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى الدور الذي تلعبه مصر في محاولة التوصل إلى تسوية بين (إسرائيل) وحركة "حماس"، وفقا لموقع "عرب 48".

ولم تستبعد الصحيفة، أن يكون "نتنياهو" و"السيسي" قد تناولا، في اللقاء السري، قضية تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية و(إسرائيل).

وسبق أن اجتمع "نتنياهو" و"السيسي"، في سبتمبر/أيلول 2017، في نيويورك، في لقاء معلن هو الأول بينهما منذ أن تسلم "السيسي" منصبه عام 2014.

وفي حينه، قال متحدث باسم "السيسي" إن اللقاء تركز حول "طرق تجديد عملية السلام"، وأشار إلى أن "السيسي" شدد على أهمية تجديد المفاوضات بين (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية.

وتقيم مصر علاقات رسمية مع (إسرائيل) منذ توقيع البلدين على اتفاقية سلام عام 1979، لكنها ظلت أمرا مرفوضا على المستوى الشعبي، فيما كانت تدار على المستوى الرسمي في حدها الأدنى.

لكن منذ تولي "السيسي"، حكم مصر في 2014، بعد انقلاب عسكري على "محمد مرسي"، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، توثقت العلاقات بين القاهرة و(تل أبيب) على نحو كبير، واتخذت شكل التحالف بين البلدين؛ الأمر الذي جعل صحف إسرائيلية تصف "السيسي" بأنه "كنز استراتيجي بالنسبة لــ(إسرائيل)".