دفعت الأرقام الضخمة لقيم فواتير الكهرباء الجديدة لهذا الشهر في السعودية ناشطين إلى تدشين وسم جديد رفضا لدفع تلك الفواتير، وسط تفاعل أكبر مما شهده الوسم الأول، الذي تم تدشينه في يوليو/تموز الماضي.
وأطلق ناشطون وسم (#لن_نسدد_الكهرباء2) ليعبروا عن رفضهم سداد المبالغ التي جاءت بها الفواتير الجديدة، منتقدين استمرار تحميل المواطن أعباء لن يقدر على استمرار تحملها، بينما تستمر الحكومة في إهدار الملايين على الترفيه وشراء اللاعبين، على حد قولهم.
وكانت الشركة السعودية للكهرباء قد أجلت إصدار فواتير الكهرباء لمشتركيها في المملكة، والذي كان مقررا، أواخر الشهر الماضي، لتصدرها منذ أيام، مثيرة موجة جديدة من الاحتجاج عبر مواقع التواصل.
واعتبر الناشط "فهد المطيري" أن الحركة الاحتجاجية الجديدة ضد فواتير الكهرباء هي وقوف مع الوطن ضد الحكومة، فالأخيرة ستذهب والوطن باق.
وتعجب آخر من استمرار الزيادات في فاتورته خلال الشهرين الماضيين، رغم أن منزله لا يوجد به أحد، مبديا استغرابه من طريقة حساب الفاتورة.
ووافقه ناشط يدعى "محمد السعد"، مؤكدا أن قيمة فاتورته جاءت بـ590 ريالا، رغم أن منزله لم يكن به أحد خلال إجازة الصيف.
وأقسم ثالث أنه لا يملك ربع المبلغ المطلوب دفعه لفاتورة منزله، تعبيرا عن جزافيته، مؤكدا أنه لن يذبح هذا العام أضحية في عيد الأضحى لهذا السبب، حيث بات مجبرا على التسديد.
وانتقد حساب يدعى "انكسارة شموخ" إنفاق هيئة الرياضة السعودية الملايين على لاعبين، وكذلك هيئة الترفيه على الحفلات واستقدام المطربين، بينما يتم ترك المواطن فريسة للهموم بعد أن أحرقته الضرائب والفواتير والأسعار.
واستعرضت ناشطة تدعى "نوره" الفرق الهائل بين مبلغ الضمان الذي يتقاضونه بعد تقاعد والدهم من العمل، والذي لا يتجاوز 800 ريال شهريا، بينما جاءتهم فاتورة الكهرباء بمبلغ 4600 ريالا.
وسرد "عبادي العتيبي" معاناته هو الآخر، حيث جاءته الفاتورة بمبلغ 636 ريالا، بينما يبلغ جملة ما يتقاضاه من حساب المواطن 674 ريالا.
بينما اختار آخر الدعاء على المسؤولين المتسببين في رفع قيمة الفواتير، مستغلا عشر ذي الحجة واستجابة الدعاء.
واستنكر آخرون تدشين مؤيدين للنظام السعودي، أو ما يعرف بـ"الذباب الإلكتروني" وسمين آخرين، هما (#لن_نسدد_المطعم2) و(#لن_نسدد_لتركيا2)، معتبرين أنها تأتي كمحاولة للتغطية على الوسم الرئيسي المحتج على ارتفاع فواتير الكهرباء.
واستفزت تغريدة لإحدى المؤيدات عبر الوسم الكثيرين، حيث اتهمت أغلب المشاركين به بالكذب، داعية باستمرار الأمن والأمان وحماية الوطن والحكام، ولقيت ردودا منتقدة.
وسبق أن رفعت السلطات السعودية مطلع العام الجاري أسعار استهلاك الطاقة الكهربائية، كما أعلنت الشركة السعودية للكهرباء من قبل عن عزمها استبدال جميع عدادات الاستهلاك الحالية بأخرى إلكترونية، بحيث تنتهي من خطتها بتركيب 2.5 مليون عداد في غضون 3 سنوات، على أن تستكمل بقية العدادات في غضون 5 سنوات.
وتزامن رفع أسعار الكهرباء، وموارد طاقة أخرى، وفرض ضريبة قيمة مضافة على كثير من السلع، مع صرف المملكة لنحو 12 مليونًا من مواطنيها شهريًا دعمًا نقديًا عبر البرنامج الحكومي «حساب المواطن»؛ لتجنيب الطبقة متوسطة ومنخفضة الدخل أعباء تلك الزيادات.
لكن بعض المبررات لارتفاع تكلفة الفواتير، أشارت إلى أن استهلاك السعوديين يزيد في فصل الصيف بنسب كبيرة بسبب كثرة الاعتماد على أجهزة التكييف في ظل ارتفاع درجاة الحرارة.
