"هآرتس": "أردوغان" يجيد الاعتذار و"ترامب" يتقن التراجع

الثلاثاء 14 أغسطس 2018 12:08 م

اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الأجواء المشحونة حاليا بين الولايات المتحدة وتركيا مهيأة للانفراجة رغم كل شئ، مشيرة إلى "مصالح مشتركة حرجة بين الطرفين".

وأضافت الصحيفة، في تحليل كتبه "تسفي برئيل"، أن كلا من "ترامب" و "أردوغان" يشبهان حاليا لاعبي شطرنج، لكنهما لا يملكان الصبر أو المزاج المطلوب لتصحيح العلاقات الدبلوماسية، لكن لغة المصالح هي التي قد تجمعهما، رغم كل شئ.

وقال "برئيل" إن "أردوغان" أثبت "أنه يستطيع الاعتذار وتجديد العلاقات عند الضرورة"، بدليل ما حدث عندما توترت علاقات تركيا بروسيا في 2015 بعد حادثة إسقاط تركيا المقاتلة الروسية، ومن ناحية أخرى فإن "ترامب" معروف بقدراته الهائلة في عكس القرارات السياسية في غضون أيام من إعلانها، وبالتالي فإن المصالحة بين أنقرة وواشنطن تبدو ممكنة.

لكن المحلل الإسرائيلي يرى أن المصالحة مع الولايات المتحدة لن تكون بديلا مريحا للاقتصاد التركي الذي يعاني حاليا، تحت وطأة انهيار الليرة، مشيرا إلى أهمية وضع برنامج ينقذ تركيا من أزمتها المالية.

وأضاف أن "أردوغان" يتمتع حاليا بالسلطة والدعم اللازمين لإعلان حالة الطوارئ الاقتصادية أو رفع أسعار الفائدة، كما يريد البنك المركزي، مردفا: "السؤال هنا، إلى أي مدى يمكن لأردوغان الاعتماد على دعم الشعب التركي في ضوء كل ما يحدث".

ومضى في تفسير الجملة الأخيرة، قائلا: "تركيا ليست إيران، لكن صور الاحتجاجات في شوارع طهران ومدن أخرى في أعقاب سقوط الريال الإيراني وانهياره يجب أن تبقي الرئيس التركي غير قادر على النوم بشكل سليم خلال الليل".

واستعرضت الصحيفة بداية الأزمة، والتي اندلعت بين أنقرة وواشنطن بسبب احتجاز القس الأمريكي "أندرو برونسون"، الذي تتهمه أنقرة بالتورط في عملية الانقلاب الفاشل وتواصله مع عناصر تعتبرها إرهابية، والتي تطورت إلى إعطاء الأمريكيين مهلة حتى يوم 15 أغسطس/آب الجاري لإطلاق سراح "برونسون" أو مواجهة تركيا لعقوبات جديدة.

وأضافت أن اللهجة الطموحة لوزير الخزانة التركي "براءت ألبيرق" والتي تحدث بها عن برنامج اقتصادي جديد يحافظ على استقلال البنك المركزي ويدعم الليرة التركية، لم تكتمل، حتى كتب الرئيس الأمريكي تغريدة، الجمعة الماضية، أعلن خلالها مضاعفة رسوم واردات الصلب والألومنيوم التركي بنسب كبيرة، فانهارت الليرة وتجاوز الدولار 7 ليرات.

واعتبر "برئيل" أن مكالمة "أردوغان" والرئيس الروسي" فلاديمير بوتين" بعد الأزمة بساعات، كانت تجسيدا بسيطا لتهديده بالبحث عن حلفاء جدد، إذا استمرت الولايات المتحدة في المضي قدما بالتضحية بالصداقة مع تركيا، وفي الوقت نفسه كان وفد تركي في واشنطن يحاول إصلاح الأضرار التي حدثت.

ولفت إلى أن قضية القس "برونسون" ليست سوى قمة جبل الجليد بين أنقرة وواشنطن، فالأمر يتعلق في الأساس بدعم الأمريكيين الميليشيات الكردية في سوريا، وعدم إدانة واشنطن بشكل صريح محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف 2016، علاوة على امتناعها عن تسليم زعيم حركة الخدمة "فتح الله كولن" إلى أنقرة، والتي تتهمه بتدبير تلك المحاولة.

ومع مجئ "ترامب" إلى السلطة، -والكلام لـ"برئيل"– بادر "أردوغان" بتهنئته، معتقدا أن العلاقات ستكون أفضل من مثيلتها مع إدارة "باراك أوباما"، لكن الأمور ازدادت سوءا، عندما استأنف "ترامب" دعم المسلحين الأكراد.

وأضاف أن قضية شراء تركيا منظومة "إس-400" الروسية المتطورة للدفاع الجوي كانت محل أزمة عنيفة مع الولايات المتحدة، ولم تثن محاولات واشنطن إغراء أنقرة بمنظومة "باتريوت" الأتراك بصرف النظر عن المنظومة الروسية.

وألقت الصحيفة الضوء على إعلان تركيا نيتها الاستمرار في شراء النفط الإيراني، رغم العقوبات الأمريكية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الولايات المتحدة الأزمة التركية الأمريكية هآرتس «رجب طيب أردوغان» ترامب