خبراء يحذرون: سياسات "ترامب" تهدد بأزمة مالية عالمية

الخميس 16 أغسطس 2018 09:08 ص

حذر خبراء اقتصاد وتمويل من أن أزمة مالية قد تجتاح أسواق العالم بسبب السياسات المالية والاقتصادية والتجارية الحمائية التي يمارسها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إزاء واردات بلاده السلعية، التي طالت حتى حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، خاصة في ظل استمرار عدائه للدول الصناعية.

وعبر الخبراء الماليون عن دهشتهم من السياسات المالية لـ"ترامب"، وفرض عقوبات اقتصادية على دول تصنف حليفة لبلاده كتركيا، وأخرى شريكة تجارية، كالصين وكندا، بسبب خلافات سياسية، حسب حديثهم مع "الأناضول".

في البداية، قال الخبير الأسواق المالية لشركة "جي كي إف إكس" للوساطة المالية (مركزها لندن)، "ديفيد موريسون"، إن الولايات المتحدة منذ دخولها تحت إدارة "ترامب" بدأت فرض ضرائب جمركية متسرعة على دول تعاني معها عجزا تجاريا.

وأوضح "موريسون" أن الضرائب الجمركية الأمريكية لم تمس الدول الشريكة تجاريا ككندا والصين والمكسيك فحسب، بل شملت دولا بسبب خلافات سياسية كروسيا وإيران وأخيرا تركيا.

واعتبر أن "فرض عقوبات على دولة عضو بالناتو، من قبل دولة أخرى عضو في الحلف، أمر يثير الدهشة"، في إشارة لقرارات أمريكا التجارية بحق تركيا.

أكبر تهديد للتمويل العالمي

من جانبه، لفت رئيس قسم استراتيجية العملات وأبحاث السوق في شركة "FXTM"، (مركزها لندن)، "جميل أحمد"، إلى إمكانية اتباع تركيا، طرقا بديلة، لإيجاد مصادر للتمويل، كاللجوء إلى الصين وروسيا ودول الخليج.

وتوقع "أحمد" أن تنتهج أنقرة نهج بكين في تقديم شكوى لمنظمة التجارية العالمية، بعد فرض واشنطن ضرائب إضافية على المنتجات الصينية الداخلة للأسواق الأمريكية.

كما أشار إلى أنه بإمكان الدول التي عانت من الإجراءات التجارية لـ"ترامب"، إيجاد حلول بديلة بهدف تخفيف خسائرها، من خلال إبرام عقود تجارية مع بعضها البعض.

وشدد "أحمد" على أنّ الضرائب والعقوبات التي فرضتها إدارة "ترامب" مؤخرا، بدأت تلقي بثقلها على الاقتصاد العالمي.

وزاد بأن "استمرار الحرب التجارية يعد أكبر تهديد للتمويل العالمي منذ الأزمة المالية عام 2008، وعلينا ألا نقلل من تأثير الحروب التجارية على الاقتصاد العالمي".

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي في شركة "كابيتال إكونوميكس" (مركزها لندن)، "غريغوري داكو"، إن التوتر الاقتصادي والتجاري بين واشنطن وبكين في الآونة الأخيرة، له تأثير كبير على الخطط طويلة الأمد للشركات العالمية.

وأكد "داكو" أنه -في حال استمرار هذا التوتر- "ستضطر الشركات لتغيير خططها الاستثمارية بإعادة توزيع نفسها جغرافيا وقطاعيا".

ليست مسؤولية "ترامب" وحده

أما العضو في "منتدى الاقتصاد التقدمي" في لندن، "آن بيتفور"، فقالت في مقالة لها بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن "ترامب" لا يتحمل لوحده المسؤولية، بما يتعلق بالاضطرابات التي لحقت بالتمويل العالمي، بل يتحمل البنك الفيدرالي الأمريكي أيضا المسؤولية.

وأوضحت أن رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة يشكل ثقلا كبيرا على الدول المدينة حول العالم.

وحذرت وكالة التصنيف الائتماني "فيتش"، الشهر الماضي، من أن أمريكا ستواجه "سيناريو الصدمة" حال تبادلت فرض الرسوم الجمركية.

وتوقعت الوكالة ارتفاعا يتراوح بين 35–40% في أسعار البضائع الواردة إلى أمريكا، وتأثيرا سلبيا على نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بنسبة 0.5%.

كما حذرت من احتمالية أن يصل حجم تأثير الحرب التجارية إلى 2 تريليون دولار من حجم التدفقات التجارية العالمية.

المصدر | الأناضول + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمريكا تركيا أزمة مالية