كشف "عبدالله العودة" نجل الداعية السعودي المعتقل "سلمان العودة"، مساء الأربعاء، أنه تم نقل والده من سجن ذهبان بجدة إلى سجن الحاير بالرياض، لمحاكمته "سرا".
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "الوالد اتصل وأخبرنا بنقله المفاجيء المؤقت من سجن ذهبان بجدة إلى سجن الحاير بالرياض، لا يعلم أي شيء ولا عن سبب النقل ولا ملابساته".
وأضاف "أخبرنا موظف السجن بوجود محاكمة سرية لا يعرف أي تفاصيل الوالد عنها ولا تهمته فيها ولا مكانها ولا أي شي مطلقا".
وبيّن أنه عند ذهاب أسرة "العودة" إلى "النيابة العامة في السعودية للاستفسار عن المحاكمة السرية، ردت النيابة بأنها لا تعرف شيئاً عنها، وأن سلمان العودة تحت إدارة جهاز أمن الدولة".
وعبّر نجل "العودة" عن عدم ثقة أسرته بالمحاكمات السرية التي تجري دون تفاصيل ودون حضور محامٍ ولا منظمات وأطراف مستقلة ولا تهم واضحة، محملاً الحكومة السعودية المسؤولية عن والده وسلامته.
وكان حساب "معتقلي الرأي"، الذي ينقل أخبار المعتقلين في المملكة، سبق أن غرد عن محاكمات سرية تجرى لعدد من المعتقلين الدعاة، كما أبدى حينها خشيته من نقل عدد من المشايخ من سجن ذهبان إلى سجن الحاير تمهيداً لمحاكمتهم سراً وفق قانون الإرهاب، ما سيكلفهم -لا محالة- عقوبات بالسجن مدداً طويلة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، طالبت منظمة العفو الدولية، السلطات السعودية، بالإفراج عن "العودة"، وسط مخاوف متزايدة بشأن صحته.
ومطلع الشهر الماضي اتهم "عبدالله العودة، السلطات السعودية، بإساءة معاملة والده المعتقل، منذ سبتمبر/أيلول 2017، لافتا إلى أن الانتهاكات بالسجون طالت كافة أفراد المجتمع وفئاته من شيوخ وعلماء وداعيات إلى صحفيين ومفكرين وناشطات إلى رجال أعمال وأفراد من العائلة الحاكمة.
و"الحاير" أكبر سجون السعودية، ويقع على بُعد 40 كم جنوبي العاصمة الرياض، وهو أكثر سجون البلاد تحصيناً، حيث يخضع لرقابة أمنية مشددة.
وافتتح السجن عام 1983، وتشرف عليه المباحث العامة السعودية، ومعظم سجنائه مدانون في قضايا إرهاب، ومن ضمنهم من نفذوا هجمات لتنظيم "القاعدة" داخل السعودية، كما تشير مصادر أخرى إلى أنه يستقبل أيضاً سجناء الرأي.
ومنذ توليه منصب ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، شن "محمد بن سلمان" حملة اعتقالات واسعة شملت العديد من الناشطين الحقوقيين والصحفيين ورجال الأعمال والدعاة المعتدلين.
وشملت الاعتقالات الإسلاميين والليبراليين على حد سواء، ويبدو القاسم المشترك بين هؤلاء هو عدم خضوعهم الكامل للسلطة الحاكمة في المملكة.