هكذا توترت العلاقات بين تركيا وأمريكا بسبب "قس"

الخميس 16 أغسطس 2018 11:08 ص

إن كانت العلاقات بين الولايات المتحدة شهدت توترات عدة خلال العامين الماضيين، إلا أنها أخذت منحى أكثر تفاقما، بعيد إعادة انتخاب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مجددا، قبل شهرين.

الخلاف قبل الانتخابات التركية، التي جرت في 24 يونيو/حزيران الماضي، كان يتمحور حول طريقة التعاطي مع الملف السوري، ورفض واشنطن تسليم أنقرة الداعية التركي "فتح الله كولن" لمحاكمته بشأن دوره في المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو/تموز 2016.

إلا أنه بعد ذلك، دخلت أطراف أخرى في الخلاف بين البلدين، وتوترت على إثرها العلاقات مجددا، وكان على رأسها احتجاز أنقرة للقس الأمريكي "أندرو برونسون".

انتصار كبير واستقبال فاتر

في 24 يونيو/حزيران، حقق "أردوغان" فوزا كبيرا في الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى جامعا 52.6% من الأصوات، لتتوسع صلاحياته عقب انتقال البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وباتت السلطة التنفيذية تتركز في يديه.

كما فاز حزبه متحالفا مع حزب "الحركة القومية" بالأغلبية البرلمانية.

وحينها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، "ساره ساندرز"، في اليوم التالي لانتخابه: "نشجع تركيا على اتخاذ خطوات لتعزيز الديموقراطية".

وأضافت: "نعمل على ترتيب مكالمة هاتفية بين الرئيس (دونالد ترامب) والرئيس التركي للتأكيد على الروابط القوية بيننا".

واكتفت وزارة الخارجية بالقول إنها "تحترم نتيجة الانتخابات".

عار كبير

وفي 18 يوليو/تموز، اتخذت العلاقات بين البلدين منحى باتجاه الأسوأ عندما أمرت محكمة تركية بالابقاء على القس "برونسون"، في السجن بعد عامين من اعتقاله بتهم "الإرهاب".

وعبر "تويتر"، دعا "ترامب"، "أردوغان"، إلى الإفراج عن القس، واصفا استمرار احتجازه بأنه "عار كبير".

ويواجه "برونسون" -الذي يعيش في تركيا منذ 20 عاما والمعتقل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016- اتهامات تشمل دعم وتقديم المساعدة لتنظيمي "كولن" وحزب "العمال الكردستاني" الإرهابي (بي كا كا).

كما تشمل التهم الموجهة له "التجسس لأغراض سياسية وعسكرية"، لكنه ينفي جميع تلك التهم.

وفي 20 يوليو/تموز، رفضت واشنطن اقتراحا بتبادل "كولن" مع "برونسون".

وفي 25 يوليو/تموز، تم نقل "برونسون"، إلى الإقامة الجبرية، ليعلق وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، على ذلك بالقول: "نرحب بهذه الأنباء التي طال انتظارها.. ولكنها ليست كافية".

وفي وقت لاحق، طالب "ترامب"، تركيا بالافراج عن القس "فورا"، محذرا من أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض "عقوبات هائلة على تركيا".

وبعد ذلك بأيام، اتهم "أردوغان" واشنطن بالتفكير بعقلية "تبشيرية صهيونية".

عقوبات

وفي 1 أغسطس/آب، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، بعد اتهامهما بلعب دور رئيسي في اعتقال واحتجاز "برونسون".

وفي 4 أغسطس/آب، قال "أردوغان"، إن أنقرة ستجمد أصول وزيري العدل والداخلية الأمريكيين في تركيا، في إطار العاملة بالمثل، وهو ما حدث بالفعل.

حرب اقتصادية

وفي 10 أغسطس/آب، أعلن "ترامب" مضاعفة الرسوم على واردات بلاده من الفولاذ والألمنيوم التركيين إلى 50% و20% على التوالي، وغرد على "تويتر" قائلا: "علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت".

وبعد ذلك، انخفض سعر الليرة، وخسرت 16% من قيمتها مقابل الدولار في يوم واحد.

وتحدث "أردوغان"، عن "حرب اقتصادية"، ودعا الأتراك إلى دعم عملتهم من خلال استبدال أي أموال أجنبية لديهم بالليرة التركية، وقال: "هذا نضال وطني".

حلفاء جدد

وفي 11 أغسطس/آب، حذر "أردوغان" من أن تركيا ستبحث عن "أصدقاء وحلفاء جدد.. إلا إذا بدأت واشنطن في احترام سيادة تركيا".

وأضاف: "من الخطأ التجرؤ على تركيع تركيا من خلال التهديدات بسبب القس"، وتابع: "عار عليك، عار عليك.. أنت تستبدل شريكا استراتيجيا في حلف شمال الأطلسي بقس".

وفي اليوم التالي، وتحديد في 12 أغسطس/آب، قال "أردوغان" إن انهيار الليرة جاء بسبب "مؤامرة سياسية"، مضيفا: "بإذن الله سنتغلب على هذا".

وفي 13 أغسطس/آب، اتهم الولايات المتحدة بالسعي إلى طعن تركيا "في الظهر".

وفي 14 أغسطس/آب، أعلن "أردوغان" مقاطعة الأجهزة الإلكترونية الأمريكية.

وفي 15 أغسطس/آب، زادت تركيا بشكل كبير التعريفات الجمركية على العديد من البضائع القادمة من الولايات المتحدة، مثل السيارات والتبغ.

وقال نائب الرئيس التركي، "فؤاد أوكتاي"، إن هذا القرار هو "رد على الهجمات المتعمدة من الإدارة الأمريكية على الاقتصاد التركي".

واعتبر البيت الابيض أن "التعريفات الجمركية التركية الجديدة مؤسفة وخطوة في الاتجاه الخطأ".

ورفضت في اليوم نفسه محكمة تركية طلبا جديدا لرفع الإقامة الجبرية عن القس الأمريكي.

المصدر | الخليج الجديد + فرانس برس

  كلمات مفتاحية

تركيا أمريكا الأزمة الأمريكية التركية برونسون أردوغان ترامب