اخترقت "وكالة الأمن القومي" الأمريكية (إن إس إيه) تشفير عدد من الشبكات الافتراضية الخاصة (في بي إن) "عالية الإمكانات"، بينها تلك الخاصة بـ"شبكة الجزيرة الإعلامية"، والجيش العراقي، ومؤسسات خدمة الإنترنت في البلاد، إضافة إلى عدد من أنظمة حجز الطيران، حسب وثيقة خاصة بالوكالة في مارس/آذار عام 2006.

وتستخدم الشبكات الافتراضية الخاصة، أو VPN، اتصالاً مشفّرًا لتمكين المستخدمين من المرور عبر الإنترنت، ويسمح ذلك لموظفي المؤسسة بالوصول إلى الخدمات الداخلية مثل خوادم مشاركة الملفات، أو مواقع wikis دون الحاجة إلى وجودها فعليًا في المكتب.

قدرة وكالة الأمن القومي على اختراق الشبكات الافتراضية الخاصة الحساسة التي تنتمي إلى منظمات كبيرة، تعود إلى عام 2006، وتثير أسئلة أوسع حول أمن هذه الشبكات، حيث يدفع العديد من المستهلكين إمكانية الوصول إلى الشبكات الافتراضية الخاصة من أجل إخفاء أصل حركة مرور الإنترنت الخاصة بهم من المواقع التي يزورونها.

حقيقة أن "وكالة الأمن القومي" تجسست على اتصالات "الجزيرة" ذكرتها مجلة "دير شبيغل" الألمانية في 2013، لكن موقع "ذا إنترسبت" كشف أن التجسس قد تمّ عبر الشبكة الافتراضية الخاصة، أمس الأربعاء.

أثناء إدارة الرئيس الأمريكي، "جورج بوش" الابن، انتقد مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى "الجزيرة"، واتهموها بالتحيز ضد الولايات المتحدة الأمريكية، لأسباب عدة بينها بث رسائل مسجلة لزعيم تنظيم "القاعدة" حينها، "أسامة بن لادن".

ودافعت الشبكة الإعلامية عن نفسها حينها، مشيرة إلى أنها تتوخى "التغطية الموضوعية والمتوازنة".

أما في العراق، فاخترقت "إن إس إيه" شبكات "في بي إن" في وزارتي الدفاع والداخلية.

ويبدو أن الاستغلال ضد الشبكات الافتراضية الخاصة في الوزارات حدث بالتزامن مع "حملة شاملة لاختراق الشبكات العراقية، كما وصفها أحد موظفي "وكالة الأمن القومي" عام 2005.

ووفقاً للوثيقة نفسها، اخترقت "وكالة الأمن القومي" أيضاً الشبكات الافتراضية الخاصة التي تستخدمها أنظمة حجز تذاكر الطيران الإيرانية، والخطوط الجوية الروسية "إيروفلوت"، و"راشن غاليليو".