الكنيسة المصرية تمهل الأديرة المخالفة شهرا للخضوع لها

الجمعة 17 أغسطس 2018 12:08 م

أمهلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (الكنيسة المصرية) جميع الأديرة غير المعترف بها داخل مصر وخارجها شهرا واحدا لتقنين أوضاعها وإعلان الخضوع لها، وإلا ستعتبر "عاصية وخارجة عنها".

وهذا ثالث قرار للكنيسة المذكورة، خلال أقل من أسبوعين، لـ"ضبط" الرهبنة، وإنهاء الانقسامات بين الرهبان، وفق مراقبين.

وحسب بيان للمتحدث باسم الكنيسة، "بولس حليم"، صدر الجمعة، "دعت لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، كافة الأماكن غير المعترف بها كأديرة، إلى تصحيح أوضاعها، من خلال الخضوع لإشراف البطريركية عليها في هدوء وسلام".

وأضافت اللجنة أنه "سيتم البدء في تعمير هذه الأماكن رهبانيا وروحيا بطريقة صحيحة، ثم بعد ذلك يتم الاعتراف بها كأديرة".

وأوضحت أن الخطوات التي يجب أن تتخذها الأماكن غير المعترف بها كأديرة لتصحيح أوضاعها تشمل "تسجيل أرض الدير باسم بطريركية الأقباط الأرثوذكس، والخضوع لمن يرسله البابا تواضروس للإشراف، والرجوع لشروط الرهبنة".

وأمهلت اللجنة هذه الأماكن غير المعترف بها شهرا من الآن لتصحيح أوضاعها، دون أن تحدد إحصاء بعدد الأديرة الرسمية أو غير المعترف بها، غير أنها وفق تقديرات غير رسمية تعد بالعشرات داخل مصر وخارجها.

وأكدت أن "من لا يقبل هذه الدعوة"، فإنه يعلن العصيان على الكنيسة (..) وله نية أخرى لا علاقة لها بالرهبنة، بل لأغراض شخصية منحرفة عن الطريق السليم، وسيحكم على نفسه بالتجريد من الرهبنة والكهنوت".

قصة الراهب المتمرد

يأتي ذلك القرار بعد سريان أنباء على نطاق واسع بأن الكنيسة قررت تجريد الراهب يدعى "يعقوب المقاري" من رتبته الكنسية، لكن الكنيسة نفت إصدار قرار رسمي بذلك، وسط وساطات محمومة من بعض القساوسة لاحتواء الموقف.

كان "يعقوب المقاري" راهبا في "دير أبومقار" التابع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمدينة وادي النطرون، شمالي البلاد، لكنه تمرد على الكنيسة.

إذ حصل على أرض مملوكة لسيدة قبطية تعيش بالخارج، إضافة إلى تبرعات من الأقباط بلغت 33 مليون جنيه مصري عام 2012 (تعادل 5.4 ملايين دولار آنذاك)؛ وذلك لبناء دير يحمل اسم "القديس الأنبا كاراس السائح"، في وادى النطرون.

وتمكن "يعقوب" من بناء أجزاء كبيرة من الدير، وحاولت الكنيسة التفاوض معه من أجل تسجيل أرض الدير باسم البابا "تواضروس" بصفته وليس شخصه باعتباره بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كما هو الحال فى أراضى كافة الأديرة، إلا أنه اشترط أن يصبح رئيسا للدير.

المفاوضات مع الراهب انتهت بصدور قرار تسريحه من دير "دير أبومقار" عام 2015، وصدور بيان رسمى موقع من الأنبا "ابيفانيوس" أسقف ورئيس الدير يؤكد فيه قطع أى علاقة بين الدير وبين الراهب المذكور، مع التحذير من أية معاملات مالية تتم معه.

لكن "يعقوب" لم يتم تجريده من رتبته نهائيا، كما لا يزال يمارس الرهبنة في الدير الجديد الخارج عن سلطة الكنيسة.

وفي 29 يوليو/تموز الماضي، جرت أحداث غامضة داخل "دير أبومقار" شملت العثور على الأسقف "إبيفانيوس" مقتولا داخل الدير.

وعقب مقتل رئيس الدير بأيام اتخذت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية 12 قرارا لضبط حياة الرهبانية داخل الأديرة، من بينها وقف قبول رهبان لمدة عام، وحظر الظهور الإعلامي وإغلاق صفحات التواصل الاجتماعي بالنسبة للرهبان.

وتلا ذلك، وبالتحديد في 5 أغسطس/آب الجاري، تجريد الراهب بالدير ذاته، "أشعياء المقاري"، وهو من أصدقاء "يعقوب المقاري"، من الرهبنة وطرده من الدير. 

وبعدها بيوم أقدم الراهب بالدير ذاته "فلتاؤس" على محاولة انتحار بالسم والقفز من مكان مرتفع، وتم نقله للمستشفى، قبل أن تتهم النيابة "أشعياء " و"فلتاؤس" بقتل الأسقف "إبيفانيوس"، وحبسهما على ذمة التحقيقات مؤخرا.

وكان "إبيفانيوس" من تلاميذ الراهب الراحل "متى المسكين"، بينما "يعقوب" و"أشعياء" و"فلتاؤس" من أبناء البابا الراحل "شنودة الثالث"، وتفاقمت الخلافات بين المدرستين عن نطاق واسع.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

مصر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دير أبومقار يعقوب المقاري إبيفانيوس تواضروس الثاني شنودة الثالث إشعياء المقاري الأنبا كاراس