تفاعل عدد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الوسم الذي أطلقه حساب "معتقلي الرأي"، ضد المحاكمات السرية الذي قال إن السعودية شرعت بها ضد عدد من المعتقلين من المشايخ والشخصيات الإعلامية والأكاديمية في المملكة.
كان الحساب أطلق وسم (#لا_للمحاكمات_السرية)، مطالبا بالتغريد والتدوين عليه بداية من التاسعة من مساء الجمعة بتوقيت مكة المكرمة (18:00 ت.غ)، وذلك لإظهار التضامن مع الشيخ "سلمان العودة" وعدد آخر من المعتقلين الذين يجرى لهم محاكمات سرية خلال هذه الأيام، على حد قول الحساب.
وتخوف حساب "سلطان العبدلي" من إمكانية توسيع قائمة المتهمين المحالين لتلك المحاكمات، مثل الإعلامي "فهد السنيدي"، والاقتصادي "عصام الزامل".
وأكدت ناشطة تدعى "صفا الروح" أن تلك المحاكمات باطلة وتفتقد إلى العدل.
وحذر حساب يدعى "سمو المواطن" الصامتين حيال تلك التطورات من أن ينالهم مصير المعتقلين والمحاكمين سرا خلال وقت قريب.
واعتبر ثالث أن المحاكمات السرية تعني أن الجلادين متخوفون من محاكمة هؤلاء المعتقلين بشكل علني.
واستدعى آخرون المادة 11 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أن "لكل إنسان، حق الحصول على المساواة التامة مع الآخرين، وله الحق أن تنظر قضيته في محكمة مستقلة ومحايدة، نظرا منصفا و(علنيا)؛ للبت في حقوقه والتزاماته وفى أية تهمة جزائية توجه إليه".
وقال حساب يدعى "خبيب" إن الوصف الصحيح لتلك المحاكمات هي "جرائم سرية" لانتهاك حقوق السجين.
وأبدى حساب يدعى "سعيد" استغرابه من مبدأ السرية، قائلا إن السعودية تقول إنها تحكم بالشرع، فهل في الشرع ما يستحى منه أو يستدعي السرية في المحاكمة على الجرم؟
واعتبرت "مريم" أنه طالما كانت المحاكمات سرية، فإنه من المعروف أن الحق يكون مع المحكوم عليه.
وكشف حساب "معتقلي الرأي" بأن السلطات السعودية نقلت عددا من المعتقلين من المشايخ والأكاديميين والإعلاميين إلى سجن الحاير بالرياض (وسط)؛ تمهيدا لتلك المحاكمات السرية.
كان "عبدالله"، نجل الداعية السعودي المعتقل "سلمان العودة" كشف أن أنه تم نقل والده من سجن ذهبان في محافظة جدة (غرب) إلى سجن الحاير، لمحاكمته "سرا".
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "الوالد اتصل وأخبرنا بنقله المفاجيء المؤقت من سجن ذهبان بجدة إلى سجن الحاير بمنطقة الرياض، لا يعلم أي شيء ولا عن سبب النقل ولا ملابساته".
وأضاف: "أخبرنا موظف السجن بوجود محاكمة سرية لا يعرف أي تفاصيل الوالد عنها ولا تهمته فيها ولا مكانها ولا أي شي مطلقا".
وعبّر نجل "العودة" عن عدم ثقة أسرته بالمحاكمات السرية التي تجري دون تفاصيل ودون حضور محام ولا منظمات وأطراف مستقلة ولا تهم واضحة، محملا الحكومة السعودية المسؤولية عن سلامة والده.
و"الحاير" أكبر سجون السعودية، ويقع على بعد 40 كم جنوب العاصمة الرياض، وهو أكثر سجون البلاد تحصينا؛ حيث يخضع لرقابة أمنية مشددة.
وافتتح السجن عام 1983، وتشرف عليه المباحث العامة السعودية، ومعظم سجنائه مدانون في قضايا "إرهاب"، ومن ضمنهم من نفذوا هجمات لتنظيم "القاعدة" داخل السعودية، كما تشير مصادر أخرى إلى أنه يستقبل أيضا "سجناء الرأي".
ومنذ 10 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، تشهد السعودية حملة اعتقالات طالت دعاة ومفكرين وعلماء بارزين، وحسب مراقبين، من أسباب تلك الحملة رفض كثير من هؤلاء توجيهات الديوان الملكي، ورغبة ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، في عدم وجود أي معارضة داخلية للإجراءات التي يتخذها.
وطالبت عشرات المنظمات الحقوقية الدولية ومنها «هيومن رايتس ووتش» و«العفو الدولية» السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان، والكشف الفوري عن مكان احتجازهم، إضافة إلى السماح لهم بالاتصال بعائلاتهم والمحامين.