قائد عسكري إماراتي يقر بتجنيد التحالف العربي لمقاتلي "القاعدة"

الجمعة 17 أغسطس 2018 09:08 ص

نقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن قادة عسكريين إماراتيين (لم تسمهم) إن القوات اليمنية التابعة للتحالف العربي تجند أعدادا من مقاتلي "القاعدة"، ليقاتلوا في صفوفها، "بعد التأكد من خلفياتهم".

وحاورت الصحيفة لواءً بعمليات مكافحة الإرهاب الإماراتية، يدعى "علي" (لم ينشر اسمه كاملا لأسباب أمنية)، الذي كشف أنهم يجندون مقاتلي "القاعدة" من الشبان اليافعين، الذين لم يكونوا منخرطين في صفوف التنظيم لأسباب عقدية، وعند اختبار ذلك الجانب يتم ضمهم.

ويعد هذا الأمر يعد دليلا جديدا على ما نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية منذ أيام حول تجنيد التحالف لمقاتلي "القاعدة" ضمن صفوفه.

وأضاف "علي" أن "محاربة التمرد عملية تهدف لكسب العقول والقلوب، تنظيم القاعدة ناجح جدا في تجنيد الأفراد، لكنهم لم يجندوهم ليصبحوا إرهابيين، بل ليكونوا مقاتلين. من الضروري التمييز بين الاثنين في مثل ساحة الحرب المعقدة هذه".

ويتابع بقوله: "نجند مقاتلين وليس إرهابيين.. يمكن التفريق بينهم بسهولة؛ المقاتلون كانوا متحمسين للانضمام لنا، لكن الإرهابيين أرادوا قتلنا. لكننا نخضع المتطوعين لفحص نفسي شامل لضمان ألا يكونوا من المتطرفين".

ويؤكد القائد العسكري الإماراتي للصحيفة البريطانية أن "مقاتلي القاعدة تحفزهم للقتال عوامل أخرى غير عقائدية ويمكن استيعابهم بسهولة في المجتمع، وتشمل هذه العملية تحسين نوعية حياة هؤلاء الأفراد، وإعادة تكوين البنى الاجتماعية".

 إلا أنه لم يفصح عن أعداد مقاتلي "القاعدة" السابقين الذين تم تجنيدهم.

لكن الولايات المتحدة، التي تدعم هذه العملية، بما في ذلك مشاركة المعلومات الاستخبارية والضربات الجوية بالطائرات المسيرة عن بعد، تنفي أي تعاون مع مقاتلي "القاعدة".

ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن متحدث باسم "البنتاغون" قوله: "هذه الادعاءات خاطئة. خاطئة كليا. لا ندفع للقاعدة أموالا، بل نقتل القاعدة".

وعند مواجهة "إندبندنت" المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بتصريحات اللواء اليمني، أجاب بقوله: "القاعدة تنظيم إرهابي معروف بقتله للأمريكيين في الماضي ويقر برغبته بقتل المزيد منهم. سياسة الولايات المتحدة هي محاربة هؤلاء الإرهابيين".

وأوائل الشهر الجاري، نشرت "أسوشيتد برس" تحقيقا كشفت فيه أن التحالف العسكري العربي في اليمن، بقيادة السعودية، عقد اتفاقيات سرية مع تنظيم "القاعدة" هناك، ودفع أموالا له مقابل انسحاب مقاتليه من بعض المناطق بالبلاد.

وأشار التحقيق إلى أن فصائل مسلحة مدعومة من التحالف جندت مسلحي تنظيم "القاعدة" في اليمن، وتم الاتفاق على انضمام 250 من مقاتليه لقوات الحزام الأمني المدعومة إماراتيا في محافظة أبين جنوبي البلاد.

وذكرت الوكالة أن هذه الاتفاقات تمت بعلم أمريكي، بل إن القوات الأمريكية أمنت انسحاب بعض مسلحي "القاعدة" مع العتاد والسلاح الذي نهبوه من بعض المدن، من بينها المكلا، جنوبي اليمن، و7 مناطق في محافظة أبين، ومدينة الصعيد بمحافظة شبوة (جنوب).

وقالت الوكالة إن ما كشف عنه تحقيقها يبرز الطبيعة المعقدة والمصالح المتضاربة في الحرب الدائرة باليمن؛ فمن جهة تعمل واشنطن مع حلفائها العرب -ولا سيما الإمارات- للقضاء على تنظيم "القاعدة" بشبه الجزيرة العربية.

ومن جهة أخرى يعمل التحالف بقيادة السعودية على هزيمة "الحوثيين" المدعومين من إيران، وفي هذه المواجهة -حسب الوكالة- فإن مقاتلي "القاعدة" يقفون إلى جانب التحالف.

  كلمات مفتاحية

اليمن الإمارات السعودية التحالف العربي القاعدة إندبندنت أسوشيتد برس