تمرد إماراتي مسلح جديد بـ"سقطرى" اليمنية.. والاحتقان يعود

السبت 18 أغسطس 2018 11:08 ص

عاد الاحتقان مجددا إلى جزيرة سقطرى اليمنية، بعدما بدأت الإمارات، تقليب القبائل، لقيادة تمرد ضد القوات الحكومية، بعد أن فشلت قبل أشهر، في السيطرة على الجزيرة، وإجبارها على سحب قواتها من المطار والميناء.

ولم تفلح الوساطة التي بدأتها الحكومة الشرعية في وأد حالة الغليان التي تشهدها الجزيرة، بعدما بدأت مجاميع مسلحة تقودها شخصيات قبلية موالية للإمارات، بإشراف ضباط إماراتيين، موجودين بالجزيرة، في الانتشار، وإثارة الفوضى في محاولة لتنفيذ انقلاب على السلطات المحلية.

وقال مصدر يمني مقرب من سلطات الجزيرة، إن التحركات المسلحة التي يقودها "سليمان دعبدهل"، الذي نصبته الإمارات شيخا على سقطرى، نشر مجاميع مسلحة في مدينة "حديبو" (عاصمة سقطرى)، في مشهد لم يحدث في الجزيرة من قبل.

ووفقا للمصدر الذي اشترط عدم نشر اسمه، فإن هذه التحركات جاءت لإثارة الفوضى الأمنية داخل الجزيرة، وبتوجيهات من المندوب الإماراتي هناك، وهو ضابط إماراتي برتبة عقيد، وسط احتقان شديد تشهده سقطرى، رغم جهود السلطات للتهدئة، حسب موقع "عربي 21".

وأشار المصدر، إلى أن حاكم الجزيرة "رمزي محروس"، أصدر أمرا بالقبض على قائد التمرد، وشخصية أخرى، من بينها "محمد عبدالله بصهن"،  الذي عينه الحوثيون مديرا لمدينة "حديبو"، وقيادات أخرى، تم شراء ولائها بالمال.

وأكد أن كل شخصية قبلية انضوت تحت لواء هذا التمرد الذي يقوده "دعبدهل"، تم منحه سيارة فارهة.

كما تمركز مسلحون ملثمون في المنشآت التابعة لمندوبين إماراتيين في الجزيرة، وسط تحريض السكان على الخروج ضد قيادة السلطة المحلية فيها.

وقال مصدر، إن مجاميع مسلحة يقودها مدير عام شرطة الجزيرة المقال العميد "عيسى محمد"، تبث حاليا الرعب والفوضى في أوساط المجتمع السقطري.

وأكد أن هناك تحضيرات وتجييش للخروج السبت، في مظاهرة ضد سلطات الجزيرة، احتجاجا على إقالتها مدير كهرباء سقطرى، الموالي للإمارات، الذي حرض مهندس فلبيني، بإغلاق محطة توليد التيار الكهربائي في الجزيرة بشفرات، أدت إلى إيقاف التيار على مدينة حديبو، لمدة أربع ساعات.

وقال المصدر إنه ألقي القبض على المهندس الفلبيني من قبل الأجهزة الأمنية، في أثناء محاولته الهرب عبر طيران إماراتي إلى "أبوظبي"، وإرغامه على إعادة تشغيل المحطة.

فشل الوساطة

وأمام ذلك، سعت السلطات الشرعية، للوساطة لدى قادة التمرد القبلي، الذين ينتشرون في محطة نفطية تابعة للمندوب الإماراتي، لإثنائهم عن أي تحركات ممكن أن تضرب استقرار الجزيرة.

وذكر المصدر، أن الاحتقان سيد الموقف، في ظل استمرار التمرد المدعوم من مندوب أبوظبي في سقطرى "خلفان بن مبارك المزروعي" الذي ما إن انتهت الأزمة السابقة مع بلاده، إلا وعاود التحرك والقيام بحملة استقطاب واسعة شملت مسؤولين سابقين تم إقالتهم.

وبحسب مصدرين، فإن هذا التمرد الجاري في سقطرى، التف حوله مدراء سابقون تم إقالة بعض منهم، واستقال البعض الآخر، بينهم ضباط استقالوا احتجاجا على قرار الرئيس "عبدربه منصور هادي" تعيين "محروس" محافظا للجزيرة.

لكن، يقول المصدران، إن مندوب "مؤسسة خليفة الخيرية"، نجح في شرائهم واعتماد مخصصات شهرية تتراوح ما بين 3 آلاف و20 ألف درهم إماراتي (815- 5450 دولار)، تسلمها لهم مؤسسة "خليفة"، بالإضافة إلى صرف سيارات لهم.

وسبق أن كشفت تقارير إعلامية، عن تحركات إماراتية جديدة لإعادة ترتيب أوراقها داخل الجزيرة، بعد نجاح الحكومة الشرعية في تجميد وانتزاع كثير منها في الأزمة التي اندلعت نهاية أبريل/نيسان الماضي، واستمرت حتى منتصف مايو/أيار الماضي.

وكانت أزمة نشبت بين الحكومة اليمنية والقوات الإماراتية المشاركة في التحالف العربي ضد الحوثيين، وذلك عقب وصول تعزيزات عسكرية إماراتية ضخمة على متن 5 طائرات عسكرية تضم جنودا ومعدات ثقيلة بينها دبابات وعربات، أواخر أبريل/نيسان الماضي، في ظل وجود رئيس الحكومة اليمنية "أحمد عبيد بن دغر"، وعدد من الوزراء في الجزيرة.

ولاحقا، تسلمت القوات اليمنية مطار وميناء سقطرى من القوات الإماراتية بعد تدخل سعودي، بينما لم تنسحب القوات الإماراتية بدعوى المساعدة في عمليات تدريب ودعم لعناصر الأمن المحلية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اليمن الإمارات انقلاب :الأزمة اليمنية تمرد مسلح