"ن. تايمز": بسبب "ترامب".. شعبية "أردوغان" ارتفعت رغم الأزمة

السبت 18 أغسطس 2018 03:08 ص

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الإجراءات العقابية التي اتخذتها واشنطن ضد تركيا مؤخرا، والاعتراضات العلنية التي خرجت من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بلغة أشبه بالعدائية، ساعدت كثيرا الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" محليا، حيث حشد الأخير الشعب التركي خلفه، على أساس الاعتزاز بالقومية والكرامة الوطنية في مواجهة "قوة عظمى"، وهو ما جعل الاصطفاف خلفه أمرا يسيرا.

وقالت الصحيفة، في تحليل كتبته رئيس مكتبها في إسطنبول "كارلوتا غال"، إن الأزمة الاقتصادية الحالية في تركيا ناجمة في الأساس عن سياسات اقتصادية خاطئة، واقتراض غير مستدام، وإنجاز مشاريع ضخمة ذات عائد اقتصادي ضئيل، لكن الرئيس التركي حول الأمر إلى مشاعر القومية مستحضرا عداوة الغرب للأمة التركية، مستغلا شعبيته الهائلة ومهارته السياسة الكبيرة، على حد قولها.

ولفتت إلى المقال الذي كتبه "أردوغان" في "نيويورك تايمز"، وتحدث فيه عن "فشل أمريكا في فهم واحترام تركيا" وأن "بلاده لن تستجيب للتهديدات".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن "عبداللطيف سينير"، نائب رئيس الوزراء التركي السابق، وهو الآن عضو معارض في البرلمان قوله إن "الجمهور التركي بأكمله يعتقد الآن أن سبب الأزمة الاقتصادية هو هجوم ترامب على تركيا، وهذا يقوي أردوغان".

لكن التحليل يشدد على الشعبية الحقيقية التي يمتلكها "أردوغان" في تركيا، رغم كل شئ، حيث فاز بالانتخابات الأخيرة بفارق 22 نقطة مئوية عن أقرب منافسيه، ويتسابق الناس في كل مكان للتصوير معه، ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، إلا أن مشاعر الناس تجاهه تبدو حقيقية.

وأضافت الصحيفة أن "أردوغان" منذ إعادة انتخابه، في يونيو/حزيران الماضي، أصبح "رئيس تركيا القوي أكثر من أي وقت مضى"، ولا يزال يدير البلاد بلا كلل، ويعقد اجتماعات الأحزاب، ويقطع الأشرطة، والأهم من ذلك يواصل إلقاء خطابات جماهيرية وصلت إلى معدل 3 خطابات في اليوم الواحد، وتُبثّ في العديد من المحطات التليفزيونية في البلاد.

وتقول كاتبة التحليل: "لطالما أظهر الرئيس أردوغان تعاطفا مع الطبقة المحافظة والطبقات العاملة في المجتمع التركي، علاوة على أنه يتحدث إليهم بلغة خاصة بهم، ويتعامل مع الناس ببساطة وبصدق، وكأنهم عائلاته، ويقول مؤيدوه في كثير من الأحيان إنهم يحبونه لأنهم يشعرون أنه واحد منهم".

وتتابع: "إنه يحركهم بمرجعية تاريخية ودينية، يعرض إعادة تركيا إلى مجد الإمبراطورية العثمانية، ويضع الأزمة الاقتصادية في خانة (هم) ضد (نحن) ، وهو صراع وطني مماثل لحرب استقلال تركيا ضد القوى الاستعمارية الغربية منذ قرن مضى".

وحيال الأزمة الاقتصادية الأخيرة، اعتبر "أردوغان" في خطاب أمام الآلاف أن الأمر ليس اقتصاديا ولكن تقف خلفه نوايا أخرى، مضيفا أن بعض الناس ليسوا مرتاحين حيال نسبة النمو التي حققتها تركيا بنسبة 3.5% خلال السنوات الـ16 الماضية.

ويقول الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "أسلي أيدينتاسباس"، إن محاولة الانقلاب الأخيرة أدت إلى هزة شديدة داخل "أردوغان"، حيث أدى إلى مقتل نحو 250 تركيا، بينهم مدير حملته الانتخابية وهو أحد أصدقائه المقربين.

وأضاف: "بالتأكيد سيتهم أردوغان أمريكا بالتسبب بالضرر الاقتصادي الذي لحق بالعملة التركية، وبالتأكيد سوف يستخدم ذلك من أجل رفع شعبيّته ورصيده السياسي، خاصة أن تعليقات ترامب على تويتر كانت مستفزّة للشعب التركي".

وترى الصحيفة أن "أردوغان" كما استثمر الانقلاب الفاشل للتحرك وإحكام قبضته على البلاد، فإنه سيستغل العقوبات الأمريكية والحالة الأخيرة وتصريحات "ترامب" عن تركيا لإثارة المشاعر القومية، حتى إن أحزاب المعارضة نفسها وقعت بيانا مشتركا لإدانة عقوبات واشنطن وحديث "ترامب".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا «رجب طيب أردوغان» ترامب نيويورك تايمز حرب اقتصادية الأزمة التركية الأمريكية

استطلاع: تراجع شعبية الأحزاب الرئيسية في تركيا.. وتحالف أردوغان متقدم

ف. تايمز: اختيار أردوغان الزعيم الأكثر شعبية في العالم العربي يكشف ضعف قادة المنطقة