توتر كبير بين مصر و"عباس" بسبب مشروع اتفاق التهدئة

الأحد 19 أغسطس 2018 06:08 ص

أثار رفض الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، تفاهمات التهدئة المحتملة بين حركة "حماس" و(إسرائيل)، والمتوقع إعلانها بعد عيد الأضحى المبارك، "توترا كبيرا" مع مصر.

وعزت مصادر فلسطينية مطلعة التوتر بين السلطة ومصر إلى رفض "عباس" اتفاق التهدئة الذي تعمل القاهرة ومعها منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط "نيكولاي ملادينوف"، على إنجازه جنباً إلى جنب مع المصالحة الفلسطينية.

ويتشدد "عباس"، فيما يتعلق بالمصالحة بشروطه المتمثلة في تسليم "حماس" قطاع غزة كاملاً ودفعة واحدة للسلطة "من الباب إلى المحراب وفوق الأرض وتحتها"، كما يشترط أن يوقع على اتفاق التهدئة وفد يمثل منظمة التحرير برئاسة عضو لجنتها التنفيذية عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" "عزام الأحمد"، على غرار توقيع اتفاق التهدئة عام 2014.

فيما ترفض "حماس" رئاسة "الأحمد" للوفد، كما ترفض تسليم القطاع تحت الأرض، وتُبدي مرونة كبيرة في التسليم فوق الأرض فقط، وفقا لصحيفة "الحياة".

ولم تنضم "فتح" بعد، إلى وفود الفصائل في القاهرة، في وقت قال فيه مصدر قيادي في الحركة إن وفداً منها سيتوجه إلى القاهرة للالتحاق بالفصائل الموجودة هناك، والتي أنهت اجتماعاً مطولاً مع مسؤولي الاستخبارات المصرية.

وقال الناطق الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين "أبومجاهد"، إن المشاورات بين القاهرة والفصائل تتواصل اليوم، على أن تستكمل بعد العيد.

وقالت مصادر "حماس"، إن المحادثات ستستكمل عقب العيد لإنجاز المصالحة وسبل إنهاء حصار قطاع غزة وإعادة إعماره.

في الوقت نفسه، شدد المجلس المركزي الفلسطيني في ختام اجتماعاته في رام الله ليل الجمعة/السبت على القطيعة مع واشنطن، وعلى أن التهدئة مسؤولية منظمة التحرير.

وأكد المجلس، أن منظمة التحرير هي الوحيدة المخوّلة التفاوض مع (إسرائيل) على تهدئة في قطاع غزة، وجدد "رفضه الكامل المشاريع المشبوهة الهادفة إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية"، محذراً من أن "اقتراح مشاريع إنسانية وموانئ ومطارات خارج حدود دولة فلسطين" يرمي إلى "تكريس تدمير المشروع الوطني وتصفية القضية الفلسطينية".

ونسبت الإذاعة الإسرائيلية إلى مصدر فلسطيني بارز (لم تكشف عن هويته) في رام الله، تأكيده أن "عباس" سيوقف تحويل أي أموال إلى القطاع، في حال وقعت "حماس" على اتفاق التهدئة.

وكان عضو المكتب السياسي في "حماس"، "حسام بدران"، قال في بيان، إن محادثات القاهرة ركزت على "آليات تثبيت وقف النار المعلن عام 2014، بما يحقق كسر الحصار عن قطاع غزة، ويضمن رفع المعاناة عن شعبنا الصامد".

وتوقع مصدر أمني مصري إعلان التهدئة بعد عيد الأضحى، موضحاً: "نضع اللمسات الأخيرة للتوقيع على بنود التهدئة من الأطراف كافة، ونتوقع أن نعلنها الأسبوع المقبل إذا ساعدتنا حركة فتح على ذلك".

وسبق أن كشف مصدر فلسطيني، أن مصر عازمة على تمرير اتفاق التهدئة سواء قَبِل به "عباس" أو رفضه.

وتشهد الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، توترا كبيرا منذ انطلاق "مسيرات العودة" الفلسطينية في 30 مارس/آذار الماضي، على طول الشريط الحدودي، حيث قتل العشرات وأصيب الآلاف برصاص الجيش الإسرائيلي، كما شهد قطاع غزة غارات إسرائيلية مكثفة خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما ردت عليه المقاومة.

  كلمات مفتاحية

حماس فلسطين غزة تهدئة إسرائيل محمود عباس مصر فتح