صحيفة سعودية تابعة لـ"بن سلمان": وزير مالية تركيا بلا خبرة

الأحد 19 أغسطس 2018 08:08 ص

شنت صحيفة "الاقتصادية" السعودية، التابعة لولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" هجوما حادا على وزير المالية والخزانة التركي "براءت ألبيرق"، واعتبرته "صفرا" على شمال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، وحملته مسؤولية تدهور الليرة.

جاء ذلك، في تقرير لها، الأحد، نشرته الصحيفة، اتهم "ألبيرق"، نقلا عن بعض المستثمرين الدوليين (لم تسمهم) باعتماد عقلية مستحكمة منذ توليه المنصب الجديد.

وقالت الصحيفة، إن الممولين الذين اعتادوا على احتساء الشاي مع سلفه "محمد سيمسك"، يشتكون من أن المسؤول الجديد يبدو كأنه غير مستعد للتحدث معهم، حسب قولها.

وأشارت الصحيفة، إلى أن "ألبيرق" هو في حد ذاته "جزء من المشكلة"، وقالت: "هو إشارة إلى ما يعتبرونه تحولا تدريجيا في تركيا، بعيدا عن النمط التكنوقراطي الذي اتسمت به فرق الاقتصاد السابقة، وصوب نموذج من السياسة أكثر توجها نحو الأسرة في ظل رئاسة أردوغان".

ونقلت الصحيفة، عن أحد الأشخاص (لم تسمه) ممن حاولوا وفشلوا في حجز موعد لاجتماع معه: "لماذا لا يريد الاجتماع مع المستثمرين المؤسسيين؟، هل لأنك تكرهنا ولا تبدي لنا أي احترام؟، أم لأنك لا تعرف ما ستقوله لنا؟، هل أنت قلق من تعرضك للحرج؟، أم أن لديك هذه الأنا العليا بحيث تعتقد أنك تظن نفسك فوقنا؟".

وواصلت الصحيفة، هجومها على "ألبيرق"، وقالت: "بدلا من زيارة لندن ونيويورك، كان منشغلا بمرافقة والد زوجته (أردوغان) لحضور مؤتمرات قمة عالمية رفيعة المستوى (..) كما رافقه في مأدبة غذاء مع أمير قطر في القصر الرئاسي، الذي أعلنت بعده تركيا أنها وُعدت بمبلغ 15 مليار دولار من الاستثمارات القطرية المباشرة".

وزعمت الصحيفة، أن "ألبيرق"، وصل إلى منصبه، كونه انضم إلى ما أسمتها "الأسرة الأقوى والأكثر نفوذا في تركيا في عام 2004، عندما تزوج إسراء، الابنة الكبرى لأردوغان، في احتفال حضره سبعة آلاف ضيف".

وتابعت الصحيفة: "ألبيرق وفريقه غير مستعدين أبدا لمواجهة الموقف، بعد أن أخذوا على حين غرة بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية التي حصلت بعد تسلمه المنصب بأسابيع فقط".

وتشهد تركيا في الآونة الأخيرة حربا اقتصادية من جانب قوى دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة، ما سبب تقلبات في سعر صرف الليرة، قبل أن ينحسر.

ونقلت "الاقتصادية" عن شخص قالت إنه تعامل مع أعضاء فريق "ألبيرق"، قوله: "لدي مخاوف من عدم قدرتهم على فهم جذور هذه المشكلة بشكل تام، فهم يعتقدون أن الاقتصاد في حال جيدة، وأن هذه حرب اقتصادية خالصة تشن ضدهم".

وأضاف هذا الشخص، الذي لم تكشف عن هويته: "يقولون دائما إن هناك جانبا إيجابيا لما يحصل، وإن تراجع الليرة سيعمل على تحسين الصادرات وتحقيق استقرار في العجز التجاري الحالي. نعم، هذا صحيح. لكن هل يمكنكم أن تتخيلوا كم من الناس ستعلن إفلاسها واحدا تلو الآخر؟".

وختم التقرير بالقول: "يعتقد على نطاق واسع أن ألبيرق يجرى إعداده من قبل الرئيس التركي ليكون خلفا له".

يشار إلى أن صحيفة "الاقتصادية" تعد إحدى الإصدارات المملوكة لـ"الشركة السعودية للأبحاث والنشر"، والتي استحوذ "بن سلمان" على أكثر من نصف أسهمها في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، من الأمير "الوليد بن طلال".

وهذه ليست المرة الأولى، التي تشن الصحيفة، هجوما على تركيا، وسياستها، حيث سبق أن شنت هجوما لاذعا على العثمانيين، الشهر الماضي، واتهمتهم بسرقة خيرات المدينة المنورة والعراق ولبنان وفلسطين ومصر، خلال فترة حكمهم للمنطقة العربية.

وتشهد وسائل إعلام سعودية وإماراتية خلال الفترة الأخيرة، حملات لمهاجمة تركيا، وتصدير فكرة أنهم كانوا يكرهون العرب، وأنهم ارتكبوا بحقهم مختلف أنواع الجرائم، وذلك في إطار المناكفة السياسية لأنقرة، بعد التوتر الذي شاب علاقاتها مع الرياض وأبوظبي، بسبب موقف أنقرة من حصار قطر، ودعمها الواضح للدوحة، والذي ينظر إليه على أنه أحد أسباب فشل دول الحصار في إسقاط النظام القطري في الأسابيع الأولى للحصار، كما كان مخططا.

  كلمات مفتاحية

الاقتصادية ألبيرق تركيا الأزمة التركية أردوغان بن سلمان السعودية

"خاشقجي": خلية موظفة تستهدف الإساءة لعلاقة السعودية مع تركيا