دراسة: قلة النوم تجعلك أكثر انعزالا

الأحد 19 أغسطس 2018 11:08 ص

جميعنا نعرف أن علينا النوم في الوقت المناسب، لكننا لا نتوقف عن تمرير أخبار "تويتر" و"فيسبوك"، ومشاهدة نتفليكس، أو التحديق في السقف والتفكير في هموم وجودية، وينتهي بنا الأمر إلى الحرمان من النوم وشعور مبهم بالوحدة، ويبدو أن هذا الشعور حقيقي ،وفق ما أكدته دراسة علمية حديثة، بل إنه قابل للمرور للناس المحيطين بك أيضاً.

الحرمان من النوم والوحدة

فقد توصلت دراسة إلى أنه في حالة الحرمان من النوم، فمن المرجح أن تشعر بالوحدة، ويمكنك تمرير هذه الوحدة إلى أشخاص آخرين، لذلك إذا واصلنا عاداتنا الرهيبة في النوم، فسنكون جميعًا متعبين، ووحيدين، ومعزولين اجتماعيًا.

جمع الباحثون 18 من البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا، وتحدوهم للقيام بمهام بعد نومهم بشكل عادي، ومرة أخرى بعد حرمانهم من النوم طوال الليل، وشملت تلك المهام ما يسمى بـ"مهمة المسافة الاجتماعية"، التي طلبت من المشاركين أن يخبروا أحد الأشخاص بـ"التوقف" عندما يكونون قريبين جدًا منهم.

أبقى المشاركون الناس على مسافة أكبر عندما كانوا محرومين من النوم، بينما عندما كان لديهم نوم مناسب في الليل، كانوا مرتاحين مع اقتراب الأشخاص منهم أكثر، ومن خلال الفحص بالدماغ، وجد الباحثون أنه عندما يحرم الناس من النوم فهم ينظرون إلى الناس على أنهم تهديدات، وهذا يعني أنه عندما تكون متعبًا، قد يكون من المرجح أن تعزل نفسك ولا تثق في الأشخاص.

ولمعرفة ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على العالم الحقيقي، سأل الباحثون 140 شخصًا أن يتتبعوا نومهم لمدة ليلتين، وأفاد أولئك الذين يعانون من ضعف النوم عن زيادة في الشعور بالوحدة في اليوم التالي.

عدوى الوحدة

كلما ازداد تعبك، شعرت بمزيد من الوحدة وستُبقي نفسك معزولاً بسبب إرهاقك، ما يجعلك أكثر وحدة، إنها دورة رهيبة، لكن ما يثير القلق بشكل خاص هو أن الدورة يمكن أن تنتشر إلى الناس الذين يحصلون على الكثير من النوم.

فقد جعل الباحثون 1000 شخص يشاهدون مقاطع فيديو للمشاركين الذين تمت مقابلتهم عندما كانوا محرومين من النوم وطلبوا منهم تقييم المشاركين فيما يتعلق بالوحدة وما إذا كانوا يرغبون في التعاون معهم.

قد لا يكون مفاجئًا أن يُنظر إلى الأشخاص المحرومين من النوم على أنهم أكثر وحدة وألا يرغبوا في التعاون معهم، ولكن المثير للاهتمام هو أن الأشخاص الذين يشاهدون مقاطع الفيديو أفادوا بأنهم يشعرون بالوحدة نفسها بعد مشاهدة مقابلة مع شخص حرم من النوم.

هذا يشير إلى أننا يمكن أن نمرّر مشاعر الوحدة، لا عجب أننا جميعاً نشعر بالتعب والعزلة.

قابل للعلاج

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي "إيتي بن سايمون": "ربما ليس من قبيل المصادفة أن العقود القليلة الماضية شهدت زيادة ملحوظة في الشعور بالوحدة وانخفاضاً دراماتيكياً مماثلاً في مدة النوم".

كل هذه الأمور تبدو بائسة قليلاً، أليس كذلك؟ لذا فإن الخبر السار: أولئك الذين ناموا بشكل جيد أفادوا أن الشعور بالوحدة صار أقل في اليوم التالي، كما كانوا أقل عرضة للشعور بالتهديد من قبل الناس وأقل قلقاً، وأكثر جاذبية اجتماعياً للآخرين.

وقال أحد مؤلفي الدراسة الرئيسيين: "ليلة واحدة فقط من النوم الجيد تجعلك تشعر بمزيد من الثقة والراحة اجتماعياً، وستجذب الآخرين إليك، باختصار: احصل على بعض الراحة، إنه جيد بالنسبة لك وللجميع من حولك".

المصدر | مترو

  كلمات مفتاحية

اضطرابات النوم الوحدة العزلة الاجتماعية