تلجأ العديد من المصريات إلى دورات إرشاد أسري ومراكز تأهيل للمقبلين على الزواج، لتعلم الوسائل الصحيحة للتعامل مع الزوج والحفاظ على البيت، في مجتمع ترتفع فيه نسبة الطلاق إلى حد مقلق، حسب تصريحات المسؤولين.

وقالت "منى طعيمة"، المعالج النفسي بوزارة الصحة، التي التحقت قبل نحو 3 سنوات بإحدى دورات تأهيل المقبلين على الزواج، رغم أنها متزوجة بالفعل: "هذه الدورة غيَّرَت حياتي، وجعلتني أكثر قدرة على حل المشكلات الأسرية، وحسَّنَت علاقتي بزوجي وأولادي، فأصبحتُ أفكِّر في المشكلة بشكل أكثر حنكة، وأفهم كيف يفكر زوجي".

ونصحت "منى"، "كل المقبلين على الزواج بأن يلتحقوا بهذه الدورات إذا أرادوا لحياتهم الزوجية أن تستمرَّ، في ظل ارتفاع معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة"، وفقا لـ"الشرق الأوسط".

من جهتها، قالت الدكتورة "إيمان عبدالله"، خبيرة الإرشاد الأسري والتنمية البشرية، إن "المشكلة تكمن في أن الشباب يخرج من منزل والديه وقد اعتاد الأخذ، ليواجه بمسؤولية الزواج التي تتطلب الأخذ والعطاء".

وتقدم "إيمان" دورات تدريبية للمقبلين على الزواج في مركزها الخاص، في محاولة للحدِّ من المشكلة، لكنها في الوقت نفسه تتمنى أن تكون مثل هذه الدورات أمراً مقنناً وضروريا لإتمام الزواج.

وأضافت "البنات أكثر إقبالا على المشاركة في هذه الدورات، في حين يعزف الشباب عنها، وأنا أدعو أن تكون هذه الدورات مقننة وتحت إشراف الدولة وشرطاً لإتمام الزواج".

ولا تجذب هذه الدورات المتزوجين أو المقبلين على الزواج فقط، لكنها تجذب أيضا فتيات يرغبن في مهنة ممارسة الاستشارات الأسرية.

وفكرة تدريب المقبلين على الزواج ليست جديدة، إذ انتشرت في الآونة الأخيرة مراكز لتأهيل المقبلين على الزواج، بعضها متخصص والبعض الآخر ظهر نوعا من التجارة الرابحة، مستغلا الحاجة والظرف الاجتماعي، إلى جانب الدورات التي تقدمها دار الإفتاء المصرية والكنيسة المصرية.

ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، فإن نسب الطلاق ارتفعت فى مصر من 7% إلى 40% خلال نصف القرن الماضي فقط، ليصل إجمالى المطلقات في مصر إلى 4 ملايين مطلقة، وهو رقم مرشح للزيادة.

والشهر الماضي، قال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إن عدد عقود الزواج بمصر بلغ 912 ألف و606 عقود عام 2017، وفقا لإحصاءات النشرة، مقابل 198 ألف و269 حالة فسخ زواج، ما يعني أن "كل ثلاثة عقود زواج يقابلها حالتا طلاق".

هذه الأرقام صنفت مصر عالميا بالمركز الأول في نسبة الطلاق، بمعدل تسجيل حالة لكل 4 دقائق تقريبا، وبمجمل 250 حالة في اليوم الواحد.