السعودية تلجأ إلى التكنولوجيا لجعل الحج أكثر أمانا

الاثنين 20 أغسطس 2018 06:08 ص

مع وصول أكثر من 1.6 ملايين مسلم إلى المملكة العربية السعودية من أجل أداء شعائر فريضة الحج السنوية إلى مكة، كان الآلاف من المبرمجين والمطورين يعملون بجد للتوصل إلى أفكار يمكنها تغيير وجه هذه الشعيرة الدينية.

وفي ما يسمى بفعالية "هاكاثون الحج"، التي تم تنظيمها هذا الشهر في جدة، تنافس المطورون للحصول على جوائز مالية بقيمة 420 ألف دولار، كجزء من دفعة جديدة من قبل سلطات المملكة لاستخدام أوسع للتكنولوجيا لجعل تجربة الحج أكثر أمانا وأكثر متعة للملايين الذين يؤدونها كل عام.

وفي حين استخدم منظمو الحج لأعوام تقنيات عديدة لأغراض مثل المحاكاة واسعة النطاق للتنبؤ بالحركة وتدفق الحشود، فإن هذا لم يمنع وقوع حوادث قاتلة، مثل التدافع الذي خلف مئات القتلى في صفوف الحجاج عام 2015. ويأمل المسؤولون أن يوفر فتح الباب للأفكار من خارج الحكومة حلولا مبتكرة للمشاكل القديمة المعقدة.

وقال "رضا بنجر"، رئيس قسم الفعاليات التكنولوجية في كيان حكومي ناشئ يسمى الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وهو الكيان الذي نظم الهاكاثون: "معظم التطبيقات أو التقنيات الحالية المستخدمة في الحج عادة ما يتم تطويرها من قبل الجهات الحكومية التي تبني هذه التقنيات والمنصات، والجديد هنا هو جذب الناس والمجتمع، وليس فقط السعوديين، ولكن جميع الجنسيات الذين يريدون خدمة الحج. وهم يحصلون على فرصة لتقديم التطبيقات والحلول التي تعمل على تحسين التجربة".

ومع وجود عدد قياسي من المطورين والمبرمجين من دول إسلامية مثل مصر والجزائر والمغرب وعمان، بالإضافة إلى الدول غير الإسلامية في المملكة المتحدة واليابان، أبرز "الهاكاثون"، الذي استمر لمدة 3 أيام، التغيرات الاجتماعية التي شهدتها المملكة خلال العامين الماضيين.

وذهبت الجائزة الكبرى إلى فريق نسائي بالكامل، صمم تطبيقا يوفر ترجمة فورية للنصوص واللافتات دون الاتصال بالإنترنت، وقالت المطورة "بيان الغامدي": "نجحنا في تجاوز المستحيل، وإثبات أن المرأة السعودية تستطيع تحقيق أي شيء".

ولم يكن هناك أي فصل بين الجنسين في هذا الحدث، وكان هناك تراخي في فرض نظام اللباس الصارم المعتاد للنساء بشكل ملحوظ. وكان نحو ثلث المشاركين من النساء، كما يقول وهو معدل أعلى بكثير مما هو معتاد في مثل هذه الفعاليات في قطاع يهيمن عليه الرجال تقليديا.

ودخلت واحدة من المشاركات المكان وهي ترتدي بنطلون جينز أزرق، وقميص أبيض، مع أكمام ملفوفة بالقرب من كتفيها، وقبعة بيسبول ريد سوكس، ورحب بها حراس الأمن دون ضجة.

وقال "رامي طيبة"، وهو مطور سعودي، إن تنظيم الحدث في جدة كان على قدم المساواة مع "هاكاثون" حضره في "بالو ألتو" استضافته شركة "باي بال" العملاقة للدفع عبر الإنترنت. وقال: "كنت قلقا بشأن قضايا مثل الاتصال بشبكة الإنترنت بسبب الحشود الكبيرة، لأنه إذا فشل ذلك كان ليقتل الحدث بالكامل لكن لم توجد مشاكل، وكان لدينا اتصال سريع للغاية".

وطوّر "طيبة" وفريقه تطبيقا يستخدم تقنية التعرف على الوجه لاسترداد المعلومات الطبية للحجاج، الذين إما فقدوا الوعي أو لديهم حاجز لغوي. وقال: "يمكن (عبر التطبيق) أن يتدخل العاملون في المجال الطبي بطريقة واثقة ولا يخشون القيام بشيء يمكن أن يزيد الموقف سوءا".

وفي الوقت الذي يظل فيه تنظيم موسم الحج دون أي حوادث كبيرة هو الهدف الأسمى، تأمل الحكومة في نهاية المطاف في زيادة تدفق الزوار، لدعم خطط الإصلاح الاقتصادي في المملكة. وتأمل في زيادة عدد المسلمين القادمين إلى "العمرة" من 6.8 ملايين زائر إلى 15 مليون زائر بحلول عام 2020.

ويقلق الكثير من الناس من أن الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا قد يفسد روحانية الشعائر. وقال "شاهد أمان الله"، الشريك المؤسس لشركة "أفينيس لابز"، والمستشار الكبير السابق للتكنولوجيا في وزارة الخارجية الأمريكية: "الحج ليس محصنا ضد كل الأمراض التي أحدثتها التكنولوجيا في المجتمع ككل".

وأضاف: "تحول التكنولوجيا الأمور الشخصية إلى غير شخصية، وتجعلنا نركز على كيفية ظهور التجربة عبر إنستغرام بدلا من الإبقاء عليها خاصة وشخصية".

وقالت "أمل دخان"، مديرة مركز "بابسون" العالمي للقيادة الريادية، إن استخدام التكنولوجيا يجب أن يركز على "القضاء على نقاط الضعف، وليس تغيير تجربة الحج".

وقالت: "لا يتعلق هذا بالتكنولوجيا، بل بما ستفعله التكنولوجيا عند الضرورة وإذا لزم الأمر. لأن لا أحد يريد أن يكون ذلك منهجيا إلى حد كبير بحيث تفقد الفريضة روحها".

  كلمات مفتاحية

هاكاثون الحج التكنولوجيا السعودية حج 2018