دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، بزيادة الضغط على إيران، لمواجهة أنشطتها بالمنطقة، مجددا ترحيب بلاده بانسحاب الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووي.

جاء ذلك، في تصريح له، عقب جلسة مباحثات ثنائية مع مستشار الأمن القومي الأمريكي "جون بولتون"، ركزت على الملف الإيراني، وأنشطته في جنوب سوريا.

واجتمع "بولتون"، الذي وصل (إسرايل)، الأحد، مع "نتنياهو" على عشاء عمل، في مقر إقامته بالقدس، قبل أن يستأنفا محادثاتهما، الإثنين.

فيما قال "بولتون": "لدينا تحديات كبيرة لـ(إسرائيل) والولايات المتحدة والعالم وعلى رأسها برنامج إيران للأسلحة النووية وبرامجها للصواريخ الباليستية.

قبل أن يضيف "نتنياهو" إنه بحث مع "بولتون" سبل التصدي لـ"العدوان الإيراني" في المنطقة، وضمان عدم امتلاك طهران لسلاح نووي.

وحسب مصادر إسرائيلية، فإن الجانبان، تباحثا أيضا، في الأوضاع بسوريا، وأزمة قطاع غزة، وكيفية تحسين الأوضاع الإنسانية فيه، رغم رفض السلطة الفلسطينية التعاون مع الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بشأنها.

وتحمل زيارة "بولتون"، أهمية خاصة، حسب مراقبين، لأنها تأتي لنسج آخر الخيوط في التفاهمات الروسية الأميركية حول الأوضاع في سوريا، والترتيبات الأمنية فيها.

وتطالب (إسرائيل)، بإنهاء الوجود الإيراني في سوريا بشكل تام، أكان ذلك وجود قوات "الحرس الثوري" أو "حزب الله" اللبناني، أو بقية الميليشيات التابعة لهما.

وحسب مسؤول مرافق لـ"بولتون"، فإن الأمريكيين متفقون مع الروس والإسرائيليين على ضرورة إخلاء سوريا من إيران، لكنهم يدركون أن هذه المهمة ليست سهلة، فإيران لا تتعجل الخروج، ولا تستوعب أن حلفاءها الروس يطلبون خروجها.

وسبق أن تعهد "نتنياهو" بمنع إيران من ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، حيث اتُّهمت (إسرائيل) بتنفيذ سلسلة ضربات أسفرت عن مقتل عناصر إيرانيين.

وأيدت (إسرائيل) كذلك قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى العظمى في 2015، وإعادته فرض العقوبات على طهران.

وأجرى "نتنياهو" سلسلة محادثات مؤخراً مع الرئيس الروسي "فيلادمير بوتين"، تناولت الوجود الإيراني في سوريا، والضغط على موسكو لضمان بقاء القوات الإيرانية وحلفائها على غرار "حزب الله" بعيدة عن مرتفعات الجولان التي تحتلها (إسرائيل).

ويحظى "بولتون" بترحيب كبير في (إسرائيل)، إذ إنه يعتبر مناصراً كبيراً لحكومتها اليمينية ولسياستها في شتى المواضيع، بما في ذلك الموقف من سوريا وإيران.

وهذه هي الزيارة الأولى لـ"بولتون" منذ تعيينه في منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، في مارس/آذار الماضي.