"المونيتور": لماذا يرفض "عباس" الهدنة المرتقبة بين "حماس" و(إسرائيل)؟

الاثنين 20 أغسطس 2018 10:08 ص

قال الصحفي الإسرائيلي "شيلومي إلدار" في مقاله بموقع "المونيتور" إنه إذا لم تحدث أي تطورات دراماتيكية خلال عطلة نهاية الأسبوع المقبلة، فإن الاتفاق بين (إسرائيل) و"حماس" سيصبح أمرا واقعا، وكل ما تبقى هو الإعلان عنه رسميا.

وأضاف أن الأمر ربما يستغرق الأمر بضعة أيام أخرى للتوصل إلى بعض القضايا التي لا تزال دون حل، مثل مدة استمرار الهدوء الذي سيدخل حيز التنفيذ عندما تتم إعادة جثث الجنود الإسرائيليين "أورون شاؤول" و"هدار غولدين" وما إذا كانت جميع الفصائل الفلسطينية المتنافسة ستخضع "لمظلة الاتفاق".

رفض "عباس"

وفي مساء يوم 16 أغسطس/آب، أكدت (إسرائيل) أن رئيس المخابرات المصرية اللواء "عباس كامل"، قام بزيارة لـ(إسرائيل) قبل يوم واحد لعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" ومدير جهاز الأمن العام "نداف أرجمان"، ثم أتبعها بزيارة إلى رام الله.

 وفي خطوة غير معتادة، لم يكشف مكتب الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" عن أي بيان حول الزيارة، والسبب في ذلك يبدو واضحا، وفقا للصحفي الإسرائيلي، فـ"عباس" لا يعارض الدخول تحت هذه "المظلة" فقط، بل كان بالفعل يشن هجوما شرسا ضد هذا الترتيب.

وبحسب مصدر من "فتح"، فإن "عباس" يرفض الاتفاق بشكل قاطع ويرى أنه يعزز حكم "حماس" في قطاع غزة ويحول فكرة كيانين جغرافيين منفصلين ومتميزين للشعب الفلسطيني إلى حقيقة ثابتة، وعلى المدى البعيد، يؤجل أيضا إنشاء الدولة الفلسطينية في الوقت الذي كان فيه إنشاء مثل هذه الدولة هو الهدف النهائي الذي عمل لأجله "عباس".

وفي كلمة لـ"عباس" في 15 أغسطس/آب، أكد من جديد أن "حماس" ليست مهتمة حقا بالمصالحة، وأنه لن يتزحزح ولو إنشا واحدا عن بعض الشروط التي يعتبرها ضرورية: قوة مسلحة واحدة، وسلطة فلسطينية واحدة وحكومة واحدة.

لكن على الرغم من هذه الشروط غير القابلة للتفاوض، من الجدير بالذكر أن "عباس" قد شارك في محادثات متقدمة، من خلال الوساطة المصرية، لإحراز تقدم في عملية المصالحة الفلسطينية، وقد طُرِحت عليه مقترحات تسوية متنوعة، مثل السيطرة التدريجية على قوات الأمن في قطاع غزة، ولكن عندما بدا الأمر وكأن اتفاق المصالحة كان في متناول اليد، وطُلب من ممثلي "حماس" الذهاب إلى القاهرة في أسرع وقت ممكن، رفض "عباس" أخيرا أي تفاهمات تم التوصل إليها، وفقا لـ"المونيتور".

وقال مساعد لقيادي حركة "فتح" المنشق "محمد دحلان" لـ"المونيتور" بشرط عدم الكشف عن هويته: "إنها ليست مسألة مبدأ، بل هي قضية شخصية منعت عباس من الموافقة على المصالحة وأن يكون القطعة الأخيرة في الصفقة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس"، وقال إن السبب وراء معارضة "عباس" لهذا الاتفاق هو أنه اكتشف أن "دحلان" يلعب دورا فعالا في الاتفاق الناشئ من وراء الكواليس، مضيفا "هذا أغضبه بشدة".

"دحلان" وراء الكواليس

من المعروف أن "عباس" يعتبر "دحلان" عدوه اللدود، منذ أن طرده من حركة "فتح" في عام 2011، بعد إبعاده من الضفة الغربية.

واليوم، يوجد معظم مؤيدي "دحلان" في قطاع غزة مع عودة مؤيديه الذين فروا إلى الضفة الغربية بعد استيلاء "حماس" على القطاع عام 2007 إلى هناك ثانية، زاعمين أنهم شعروا بالاضطهاد من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

كانت تلك العودة ممكنة فقط بفضل المصالحة التاريخية بين "حماس" و"دحلان" في عام 2017، وحقيقة أن "دحلان" كان بمثابة جسر في المصالحة بين "حماس" والرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".

وقال مساعد "دحلان": "لم يعد عباس يرغب في المشاركة في هذا الترتيب، رغم الضغوط المصرية، لأنه يعتقد أن المصريين يمهدون الطريق أمام دحلان ليحل مكانه كزعيم فلسطيني في رام الله".

وحسب المصدر، فقد علم "عباس" من "عزام الأحمد"، مبعوثه إلى المحادثات في مصر، أن "عباس كامل" يجتمع بانتظام مع "دحلان".

وهناك ميزة أخرى يتفوق بها "دحلان" هو أن له علاقة مباشرة مع رئيس "حماس" في غزة، "يحيى السنوار".

نشأ كلا الرجلين في مدينة خان يونس بغزة، وخلال أزمة الكهرباء في غزة عام 2017، والتي سببتها العقوبات التي فرضها "عباس" على "حماس"، التقى الرجلان في القاهرة وتوصلا إلى تفاهمات واتفاقات حول كيفية التعاون بينهما.

هذه العلاقة بين "حماس" و"دحلان" أقلقت "عباس" منذ البداية، لكن مخاوفه حول "دحلان" ازدادت حدّة عندما سمع المزيد والمزيد من التقارير حول الترتيب الناشئ ودور "دحلان" في دفعه إلى الأمام.

يقول أنصار "دحلان" في غزة، الذين تحدث بعضهم إلى "المونيتور"، إن مهمته الأكثر أهمية الآن هي جمع الأموال من دول الخليج. فبعد طرده من الضفة الغربية استقر "دحلان" في دبي وأقام علاقات وثيقة مع قادة دول الخليج، وبدأ في تطوير شعبيته من خلال مشاريع للبنية التحتية ومشروعات اجتماعية مولها من الأموال الخليجية.

إنكار

وينكر المقربون من "محمود عباس" مسألة أن سبب رفض رئيسهم لاتفاق "حماس" مع (إسرائيل) هو دور "دحلان" فيه، مدعين أنه متمسك فقط بالسيطرة الكاملة على جهاز الأمن المحلي في غزة وأن تقبل "حماس" سلطته كرئيس للشعب الفلسطيني.

ومع ذلك، هناك حقيقة واحدة لا يوجد جدال حولها، وهي أن "دحلان" طور صداقة وثيقة مع الرئيس المصري ومع كبار المسؤولين الحكوميين الآخرين هناك، وبالتالي، ومن الطبيعي أن له دورا –بنسبة ما- في الاتفاقية الناشئة بين "حماس" و(إسرائيل).

  كلمات مفتاحية

محمود عباس محمد دحلان قطاع غزة حماس (إسرائيل) اتفاق الهدنة

في ذكرى رحيل عرفات.. القاهرة تدعو لأهمية وحدة الفلسطينيين