اتهم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" محاميه السابق "مايكل كوهين"، الأربعاء، بـ"اختلاق القصص" حول شرائه صمت ممثلتين إباحيتين إبان حملته الانتخابية عام 2016 بشأن إقامتهما "علاقة جنسية" معه.
جاء ذلك ردا على شهادة "كوهين" أمام محكمة اتحادية في مانهاتن بأن "ترامب" رتب مدفوعات لـ"ستورمي دانيالز" و"كارين مكدوجال" بهدف شراء صمتهما "بغرض التأثير في الانتخابات بالأساس"، وذلك "بالتنسيق مع مرشح لمنصب اتحادي وبتوجيه منه"، حسب قوله.
وبحسب الشهادة فإن "ستورمي دانيالز" حصلت على 130 ألف دولار مقابل صمتها، بينما حصلت عارضة مجلة "بلاي بوي" الإباحية السابقة "كارين مكدوجال" على 150 ألف دولار.
وفي سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، أكد "ترامب" أن "انتهاكات تمويل حملته ليست جريمة"، في إشارة إلى أن ارتكاب معاونيه لانتهاكات قانونية لا يعني أنها تمت بإيعاز منه.
وأضاف: "الرئيس (السابق باراك) أوباما عانى من انتهاك تمويلي كبير لحملته الانتخابية وتمت تسوية الموضوع بسهولة".
وواصل "ترامب" انتقاد محاميه السابق قائلا: "إذا كان أحد يبحث عن محام جيد فأنا أقترح بقوة أن لا تستعين بخدمات مايكل كوهين".
وجاءت شهادة "كوهين" في إطار صفقة مع المدعي العام الأمريكي لينال حكما مخففا مقابل التعاون مع المحققين، وبعد وقت قصير من إدانة هيئة محلفين أخرى، الأربعاء، لمدير حملة "ترامب" الانتخابية السابق "بول مانافورت" بتهمة الاحتيال الضريبي والمصرفي.
وتهدج صوت "كوهين" عدة مرات وهو يقر بالذنب في 8 تهم جنائية أمام محكمة اتحادية في مانهاتن، من بينها انتهاكات تتعلق بتمويل الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الحالي.
وتمثل شهادة "كوهين" مزيدا من الضغوط السياسية على "ترامب" قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذ يحاول الديمقراطيون استعادة سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ.
وفي حين اتهم "ترامب" محاميه السابق بالاختلاق، عبر عن أسفه لإدانة مدير حملته الانتخابية السابق "بول مانافورت" بتهم احتيال، واصفا إياه بأنه "رجل جيد".
وأدانت هيئة المحلفين "مانافورت"، أمس الثلاثاء، في أول محاكمة تنجم عن التحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت عام 2016.
وبينما قرر القاضي إبطال محاكمة جزئية في 10 تهم لم تتوصل هيئة المحلفين إلى قرار بشأنها، أدانت الهيئة "مانافورت" ببقية التهم الثماني والتي تتضمن 5 تهم بالاحتيال الضريبي، وتهمتان بالاحتيال المصرفي، وتهمة واحدة بعدم التصريح عن امتلاكه حسابات في مصارف أجنبية.
ونقلت "فرانس برس" عن "ترامب" قوله: "أنا حزين جدا لهذا الأمر"، معتبرا أن الإدانة جزء من "حملة اضطهاد أعقبت انتخابات 2016"، حسب تعبيره.
وبينما أكد "ترامب" أن "ما حصل أمر محزن للغاية، ولا علاقة له بالتواطؤ الروسي"، وجه محامي "مانافورت" نفسه "كيفن داونينغ" الشكر للقضاء الأمريكي على "محاكمة عادلة".
وأكد محامي "كوهين" استعداد موكله لتقديم معلومات إضافية عن "ترامب" لـ"روبرت مولر" الذي يحقق في تدخل روسيا المحتمل بانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة.
جدير بالذكر أن قضية "مانافورت" نجمت عن التحقيق الذي يجريه "مولر" في احتمال حدوث تواطؤ بين حملة "ترامب" الانتخابية وموسكو.
