قال الرئيس اللبناني "ميشال عون"، إن بلاده تعتمد سياسة النأي بالنفس في الخلافات العربية- العربية، فلا تنحاز في أي صراع لأي دولة شقيقة ضد مصلحة دولة شقيقة أخرى.
جاء ذلك، في حوار له، الجمعة، مع وفد من اللبنانيين المنتشرين في دول الخليج، أكد فيه أن "النأي بالنفس لا يعني أن ننأى بأنفسنا عن أرضنا ومصالحنا التي لا تضر بأي من الدول العربية".
وتساءل "عون": "هل من متضرر إذا عاد النازحون إلى سوريا؟، وهل هناك من يتأذى إذا مرت منتجاتنا اللبنانية عبر معبر نصيب؟".
وأضاف: "إننا نحافظ على مصالحنا ونعمل على تحقيقها من دون أن يتأذى بذلك أحد"، حسب صحيفة "النهار".
وشدد على أن "لبنان اجتاز أزمات عالمية وإقليمية وعربية تأثر بها العالم سلبا، إلا أننا نشكر الله لأن الوضع الأمني مستتب والحركة السياحية ناشطة ولسنا دولة مفلسة".
ووجه "عون"، حديثه إلى اللبنانيين المقيمين في الخليج قائلا: "حافظوا على أعمالكم، والدول التي احتضنتكم، وقدمت لكم فرص العمل، فهي تستحق وفاءكم على أساس احترامكم أيضا لتقاليدها وقوانينها، مع شكر هذه الدول على احتضانها لنا والفرص التي أتاحتها لنا".
والموقف الذي أعلنه "عون" ليس جديدا، حيث إن لبنان منذ الأيام الأولى للأزمة الخليجية وينظر إليها من منطلق سياسة النأي بالنفس.
وقرر لبنان ألا يدخل في حلبة الأزمة كي لا تنعكس الأمور بشكل سلبي عليه، فكما تربطه علاقات قوية مع السعودية، تربطه علاقات لا تقل شأنا مع قطر.
وفي أبريل/نيسان الماضي، شدد الرئيس اللبناني على أهمية الحوار من أجل حل الأزمة الخليجية، مشيدا بالمساعي التي تقوم بها الكويت في هذا الإطار.
وقال في تصريحات صحفية حينها، إنه "من المؤسف والمؤلم مشاهدة انشقاق يحصل بين الأخوة"، مشيرا إلى أن لبنان الذي طالما نادى بالتقارب والحوار أيد التحرك الكويتي المهم من أجل تقريب وجهات النظر بين قطر وبعض الدول الخليجية لما فيه خير الدول العربية جميعا".
ويشهد الخليج، أزمة هي الأكبر منذ تأسيس "مجلس التعاون الخليجي"، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، علاقتها مع قطر، بدعوى دعم الأخيرة للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة جملة وتفصيلا، وتقول إنها تواجه تدخلا في شأنها الداخلي ومحاولة للتأثير على سيادتها.
