ملامح حل تركي روسي لـ"عقدة إدلب" تحمي المدنيين

السبت 25 أغسطس 2018 07:08 ص

أسفرت جولة محادثات روسية تركية، شملت المستويين السياسي والعسكري، عن وضع ملامح التوافقات بين البلدين على المرحلة المقبلة في سوريا، وخاصة العمليات في إدلب.

وبدا الجانب الروسي، أكثر تفهما للموقف التركي من أجل حل موضوع إدلب "المعقد"، وتجنيب المدنيين، وفق وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"، الذي بدا الارتياح عليه، وهو يتحدث خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي "مولود جاويش أوغلو" في أعقاب محادثاتهما، قبل استقبال الرئيس "فلاديمير بوتين" أعضاء الوفدين في الكرملين.

ورجحت أوساط مطلعة في موسكو، أن الخطة المتوافق عليها بين أنقرة وموسكو "تتضمن تجنيب إدلب معركة واسعة، وتقديم بعض التنازلات التركية للنظام والروس، مع التركيز على معالجة قضية التنظيمات الإرهابية على أكثر من مستوى، سياسياً وعسكرياً، عبر تنسيق مشترك بين الجيشين وأجهزة الاستخبارات"، حسب صحيفة "الحياة".

وذكرت أوساط روسية متابعة للمحادثات أن "الحل يجب أن يتضمن إنهاء موضوع جبهة النصرة... وتجنب خسائر كبيرة في الأرواح، أو حركة نزوح كبيرة تعطل المخطط الروسي لعودة اللاجئين، مع تقديم تنازلات بعضها مادي وآخر معنوي للحكومة السورية.

فيما أكد "جاويش أوغلو" خلال المؤتمر أن "تحييد المجموعات الإرهابية المتطرفة في إدلب يشكل أهمية كبيرة بالنسبة إلى تركيا وروسيا والمنطقة برمتها، وأنه يجب ألا تشكل هذه المجموعات تهديداً على تركيا والوجود الروسي في سورية".

وشدد على أن من المهم "تبديد قلق روسيا، وعدم تهديد قواعدها العسكرية في سوريا".

لكن الوزير التركي حذر من أن العمل العسكري سيسبب كارثة، والهجوم على محافظة إدلب برمتها من أجل القضاء على المجموعات الإرهابية المتطرفة يعني التسبب في مقتل ملايين الناس ونزوح حوالى 3 ملايين سوري، بالتالي حدوث كارثة إنسانية مجدداً.

وتزامناً مع دعوة المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان دي مستورا"، ممثلي البلدان الضامنة لاتفاق أستانة، إلى اجتماع في جنيف للبحث في اللجنة الدستورية والانتهاء من هذا الملف قبل الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر المقبل، أكد الجانبان عدم وجود خلافات بينهما على القوائم التي سلمت إلى المبعوث الأممي.

ولفتا إلى أن قادة ضامني أستانة، سيعقدون اجتماعهم الثالث في طهران، بموعد قال "لافروف" أنه سيعلن قريباً.

وتطرق الوزير الروسي، إلى ما وصفها بأنها دعوات لتوسيع صيغة أستانة للمفاوضات بشأن سوريا (روسيا وتركيا وإيران)، معتبراً أن "التوسيع ليس منظوراً حالياً"، موضحاً أنه "بالنسبة لتوسيع صيغة أستانة، لا أعتقد أن هذا ممكن الآن. هناك الكثير من الفرص للتعاون مع أطراف أخرى من دون إدخال أي تغييرات رسمية في عملية أستانة المرنة، وعملية سوتشي".

وتحاول أنقرة منع هجوم قوات موالية لرئيس النظام السوري "بشار الأسد" الذي تدعمه موسكو.

ويهدد التصعيد في إدلب بتدفق موجات كبرى من اللاجئين إلى تركيا، وهو عكس رغبة أنقرة بتسريع عودة أكثر من 3 ملايين لاجئ تدفقوا إلى أراضيها منذ اندلاع النزاع قبل 7 أعوام.

وتشكل محافظة إدلب الملاذ الأخير للفصائل المعارضة، التي رفضت اتفاقات تسوية مع النظام.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إدلب الحرب في سوريا روسيا بوتين تعاون ثنائي تركيا