عام مأساة مسلمي "الروهينغا".. المحنة ما زالت مشتعلة

السبت 25 أغسطس 2018 02:08 ص

رغم مرور عام كامل على مجزرة الجيش الميانماري والميليشيات المسلحة ضد المدنيين في إقليم "أراكان" (25 أغسطس/آب 2017)، فإن المأساة ما زالت متواصلة بالنسبة إلى الأقلية المسلمة التي تتعرض لظلم واضطهاد ممنهج منذ أعوام.

وينتظر الأركانيون يد العون من العالم في ظل الظروف المأساوية التي يعيشونها بسبب ممارسات وانتهاكات السلطات الميانمارية.

واضطر معظم سكان أراكان إلى مغادرة أراضيهم جراء الظلم والضغوط الممارسة ضدهم منذ عام 1970، والهجرة إلى بلدان مجاورة.

وحسب منظمة "أونتاريو للتنمية الدولية" (غير حكومية)، فإن نحو 24 ألفا من مسلمي "الروهينغا" قتلوا على يد القوات الميانمارية.

وأشار تقرير بحثي صدر قبل أسبوع عن المنظمة، أن العدد المتوقع بشأن مسلمي "الروهينغا" المقتولين هو 23 ألفا و962 شخصا.

وأكّد أن أكثر من 34 ألف مسلم روهينغي جرى إلقاؤهم في النار، فيما تعرض أكثر من 114 ألفا للضرب.

كما أكّدت البيانات الجديدة أن 17 ألفا و718 امرأة وفتاة روهينغية مسلمة تعرضن للاغتصاب منذ أغسطس/آب 2017 من قبل القوات الميانمارية.

ولفت التقرير أنه تم حرق 115 ألفا و26 منزلا وتدمير أكثر من 113 ألف منزل آخر.

ووفقا لـ"منظمة العفو الدولية"، فإن أكثر من 750 ألف مسلم روهينغي، معظمهم من الأطفال والنساء، هربوا من مناطقهم إلى بنغلاديش بسبب ممارسات الجيش الميانماري.

وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين "الروهينغا" مهاجرين غير نظاميين قادمين من بنغلاديش، فيما تصنفهم "الأمم المتحدة" الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم.

وأسفرت جرائم تستهدف الأقلية المسلمة في أراكان، من قبل جيش ميانمار وميليشيات بوذية متطرفة، عن مقتل آلاف "الروهينغا"، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة.

ووصفت "الأمم المتحدة" الحملة على أراكان بأنها "نموذج مثالي للتطهير العرقي".

ووقفت تركيا بشتى مؤسساتها إلى جانب مسلمي أراكان، منذ تفاقم الأزمة في المنطقة، حيث سارعت إلى مساعدتهم بوسائل متعددة.

وأجرى المسؤولون الأتراك، في مقدمتهم الرئيس "رجب طيب أردوغان"، ووزير الخارجية "مولود جاويش أوغلو"، مباحثات رفيعة مع قيادات العديد من دول العالم، بهدف تسليط الضوء على مأساة مسلمي أراكان.

كما بادرت تركيا إلى طرح قضية أراكان في العديد من الاجتماعات الدولية، بما في ذلك الجمعية العامة لـ"لأمم المتحدة".

وأجرى وزير الخارجية التركي مع عقيلة الرئيس "أمينة أردوغان"، ومسؤولين آخرين، زيارة إلى بنغلاديش التي تحتضن آلاف اللاجئين الأراكانيين، بهدف تقديم المساعدات للمحتاجين.

وتقدم تركيا المساعدات أيضا عبر مؤسسات أخرى مثل وقف الديانة التركي والهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) والوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا)، فضلا عن جمعيات مجتمع مدني مثل هيئة الإغاثة التركية (İHH).

وأعد وقف الديانة التركي فيلما وثائقيا حول معاناة مسلمي "الروهينغا" في إقليم أراكان، ورحلة لجوئهم الشاقة إلى بنغلاديش، والحياة الصعبة في المخيمات.

ويحمل الفيلم اسم "ابق على قيد الحياة"، ويستعرض معاناة "الروهينغا" منذ أواخر القرن التاسع عشر، حتى يومنا هذا.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

الروهنغيا ميانمار بورما أراكان راخين تركيا