تباينت آراء ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي شاركوا في وسم تم تدشينه بعنوان (#رساله_الي_محمد_بن_سلمان)، احتل مرتبة متقدمة بقمة تريند "تويتر" بالسعودية، حول ماهية الرسالة التي يودون توجيهها لولي العهد السعودي الشاب الذي أثار الكثير من الجدل بسياساته داخليا وخارجيا، حتى غدا من أكثر الشخصيات المثيرة إقليميا ودوليا.
واحتلت تغريدات التأييد قمة المشاركات عبر الوسم، باعتبار أنه تم تدشينه في الأساس لهذا الغرض، من قبل مؤيدين للنظام السعودي، لكن ثمة رسائل أخرى تم توجيهها لـ"بن سلمان" تنوعت ما بين رسائل خدمية تطالب بتعيين خريجين أو تشغيل عاطلين، أو تخفيف سياسة الانفتاح السريعة والتي بدأها ولي العهد بشكل حاسم، وجاءت بعض التغريدات لتطالبه بوقف سياساته كليا داخليا وخارجيا، باعتبار أنها ستضر بالمملكة.
واعتبر "مفلح العتيبي" أن ما يفعله "بن سلمان" يخدم أعداء السعودية، مرفقا رسالة غاضبة قال إنها من عم ولي العهد الأمير "ممدوح بن عبدالعزيز" (لم يتم التأكد من صحتها).
ولخص حساب يدعى "عبدالكريم الشيباني" مطالبه من ولي العهد السعودي في 7 نقاط، على النحو التالي:
واتفقت معه "نورة"، مطالبة بمنع الحفلات الغنائية، وإلغاء قرار قيادة المرأة للسيارة، وتحجيم الاختلاط، قائلة: "نريد سعوديتنا القديمة".
وطالب "عبدالعزيز فهيد" بجملة مطالب متعلقة بتوظيف العاطلين ورفع الرواتب وتقليل الضرائب وإلغاء زيادات الكهرباء والوقود.
واعتبر "عبدالمانع العجمي" أن نجاح موسم الحج الأخير من حيث التنظيم والخدمات يعد شهادة نجاح لـ"بن سلمان".
واختار "مازن العطوي" أن ينصح ولي العهد السعودي بالابتعاد عن الإمارات قدر الإمكان، وعدم السماح لأبوظبي بالتدخل في شؤون المملكة، محذرا من أن "ذيل الإمارات" قد يلتف حول السعودية في يوم من الأيام.
وطالب حساب يدعى "Na" بتخفيف الإنفاق على الترفيه والرياضة وتوجيه تلك الأموال لصالح المشروعات السكنية ودعم المواطنين.
وناشد "محمد بن عبدالعزيز"، ولي العهد أن يشرف شخصيا على ملف توطين الوظائف، شاكيا من استمرار تغول الأجانب في هذا المضمار.
أما المؤيدون لولي العهد، فتباروا في كتابة عبارات المديح والشعر فيه، مثل "سعدي مناحي الوزري"، وغيره الكثير.
وأثارت سياسات "محمد بن سلمان" الجدل داخليا، بسبب منهجه الانفتاحي الذي أغضب الكثيرين، حيث وسع من صلاحيات هيئة الترفيه وقلص من صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسمح بقيادة المرأة للسيارات في خطوة وصفت بالجريئة، وشن حملة اعتقالات طالت أمراء ووزراء ورجال أعمال ودعاة وأكاديميين وحقوقيين.
وإقليميا، دخل "بن سلمان" حربا في اليمن لم تضع أوزارها حتى الآن، ولم تنجح في تحقيق أهدافها بعد، وجعلت المملكة هدفا لهجمات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وأعلن حصارا على دولة قطر لا تزال له تبعات إقليمية ودولية متصاعدة، وأقدم على احتجاز رئيس وزراء لبنان "سعد الحرير" بعد إجباره على الاستقالة، مما أسهم في توتر العلاقات بينه وبين دول أوروبية كبرى، كفرنسا وألمانيا، قبل أن يقطع علاقات السعودية مع كندا بسبب تغريدة لوزيرة الخارجية الكندية حول أوضاع حقوق الإنسان في المملكة.