زيارة رئيس "العمل" الإسرائيلي للمغرب تثير غضب مناهضي التطبيع

الأحد 26 أغسطس 2018 07:08 ص

أثارت زيارة  رئيس حزب "العمل" الإسرائيلي المتطرف "آفي غبّاي" وأسرته للمغرب غضب وسخط الجمعيات الحقوقية المنادية بتجريم التطبيع مع (إسرائيل) بالمغرب.

وقضى "غبّاي"، مع زوجته وأولاده، العطلة الصيفيّة في المغرب بحثًا عن "بلد المنشأ"، فيما تحدثت وسائل إعلام صهيونية عن نشاطه في تجنيد عناصر من شمال أفريقيا، لصالح (إسرائيل).

ونشر موقع "المصدر" المقرب من وزارة الخارجية الإسرائيلية، صورة توثق رحلة "غباي" إلى المغرب، فيما لم يتحدث عن تاريخ الزيارة، وقال إن "غباي" (51 عامًا) جاء إلى المغرب بحثًا عن القرية التي عاشت فيها عائلته، التي تنحدر من قرية جبلية، نواحي مدينة دمنات، فيما ولد عدد من إخوته الكبار في مدينة الدار البيضاء، قبل انتقالهم إلى (إسرائيل).

وأضافت المصادر ذاتها أن "غباي"، الذي يفتخر بأصوله المغربية، أصبح مليونيرًا بعد أن شغل منصب مدير عام شركة الاتّصالات الأكبر في (إسرائيل)، ويشغل منصب رئيس حزب "العمل" حاليًا، ويطمح إلى أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية، سافر إلى المغرب من أجل زيارة مسقط رأسه نواحي مدينة دمنات المغربية.

ووُلد "غباي" في (إسرائيل)، ولكن إخوته الأكبر منه (عائلته مؤلفة من 8 إخوة) وُلدوا في المغرب، وكذلك والداه، وقالت إن عائلة "غباي" عاشت في الدار البيضاء، ولكن أصلها من قرية جبلية قريبة من دمنات المغربية التي وُلد والده فيها، وفقا لصحيفة "القدس العربي".

ولدى عودته إلى (إسرائيل)، قال "غباي" في برنامج حواري على التليفزيون العبري، إنه "شعر برغبة كبيرة في زيارة القرية التي ولد فيها أبوه، لكنه تعرض لمشكلة، لأن الموقع صغير جدًا وبعيد ولم يظهر أبدًا في خرائط محرك البحث (غوغل مابس)".

وتابع رئيس حزب العمل الإسرائيليّ المُعارِض: "لقد احتجنا إلى يومٍ كاملٍ للعثور على هذه القرية"، وأضاف: "مررنا بلحظات مثيرة للاهتمام".

ويتقن "غبّاي" اللغة العربيّة باللهجة المغربيّة، وتحدث فيها بطلاقةٍ مع السكان البالغين، الذين تذكر جزء منهم بعض الأمور عن عائلته، كما قال في المُقابلة مع التليفزيون العبريّ.

وأشار موقع "المصدر" إلى أنّ ما يُثير الاهتمام، هو أنّ "غباي" يستخدم أصوله المغربيّة لتجنيد داعمين إسرائيليين كثيرين من دول شمال أفريقيا، الذين يصوتون غالبًا لحزب "اللّيكود"، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ زعيم حزب العمل تحدث كثيرًا عن الرحلة، وأطلق منشورًا مدفوع الأجر في "فيسبوك" بخصوص رحلته إلى المغرب.

ويحمل "غباي" أفكارًا سياسيّة مُتطرّفة جدًا، لا تختلف كثيرًا عن رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، فقد كان قد أطلق تصريحًا جاء فيه أنّه يرفض الجلوس مع "القائمة المشتركة" في حكومة إسرائيليّة مستقبليّة.

ومؤخرًا قال في حديث أدلى به للقناة الثانية في التليفزيون العبريّ، إنّه لن يقوم بإخلاء المستوطنات الإسرائيليّة التي أُقيمت منذ عام 1967 على أراضي الضفّة الغربيّة المُحتلّة، حتى في إطار اتفاق سلام.

وأكّد "غبّاي" أنّ القضايا الأمنيّة هي بمثابة خط أحمر، مُشدّدًا على أنّه لا يُمكِن المساومة عليها، لافتًا في الوقت عينه إلى اعتقاده بعدم وجود شريك فلسطينيّ لمفاوضات التسوية، وقال: "يجب ألا نخاف من العرب، بل عليهم أن يخافوا منا".

ورداً على هذه الزيارة، والتي وصفتها هيئات حقوقية مغربية بـ"المستفزة"، ندد المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، (غير حكومي) بزيارة السياسي الإسرائيلي للمملكة، واصفًا إياها بـ"الجريمة النكراء".

وقال بيان صادر عن المرصد ذاته، إن زيارة "غباي" تعد "مسًا بمشاعرهم المناهضة للاحتلال والعدوان"، حسب صحيفة "هسبريس".

وأشار المرصد، إلى أن "محاولات حثيثة ونافذة في عدد من مراكز النفوذ بالدولة لصهْينة مفهوم المكوّن العبري بالدستور المغربي عبر تقديم الصهاينة الإرهابيين القتلة المحتلين من أصل مغربي على أنهم مواطنون مغاربة، وأنهم يمثلون جالية مغربية في الكيان الغاصب".

وشدد البيان، أن "الاختراق الصهيوني الخطير المتصاعد، يهدد الأمن الوطني للمغرب بشكل أصبح ملحوظًا جدًا".

ولا يقيم المغرب علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل).

وكانت الرباط قد أغلقت في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2000، مكتب الارتباط الإسرائيلي في المغرب، والمكتب المغربي في تل أبيب بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.

وقبل شهرين، نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية "مصطفى الخلفي"، صحة تقارير إعلامية تحدثت عن تنامي العلاقات الاقتصادية وتطورها بين بلاده و(إسرائيل)، مشددا على أنه لا توجد علاقات رسمية بين البلدين.

ودعت الحكومة الشعب المغربي إلى التصدي لكل أشكال التطبيع ومقاطعة البضائع الصهيونية وفضح المطبعين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع المغرب رئيس حزب العمل إسرائيل آفي غبّاي

حضور وزير إسرائيلي مؤتمرا بالمغرب يثير غضب مناهضي التطبيع