قال عضو لجنة الخبراء المصرية المعنية بأزمة سد النهضة "نادر نورالدين" إن اللجنة الدولية الأولى لمعاينة السد والمكونة من خبراء من ألمانيا وفرنسا وجنوب أفريقيا، قدمت تقريرا لإثيوبيا تضمن الإشارة إلى أخطاء فادحة في بنائه.

ونقل موقع "إرم نيوز" عن "نورالدين" قوله إن تقرير الخبراء الدوليين ذكر نصا أن "السد جرى إنشاؤه بلا دراسات وأن التصميمات الإنشائية المقدمة عن السد لا ترقى حتى لتصميمات إنشاء عمارة في هامبورغ بألمانيا".

وقال "نورالدين" إن "مصر قدمت ملاحظات عديدة لإثيوبيا على تصميم السد وسعته التخزينية العالية وغير المبررة والتي لا تتماشى مع نهر صغير في حجم النيل الأزرق والذي لا تزيد تدفقاته السنوية عن 49 مليار متر مكعب سنويا، بينما سعة تخزين سد النهضة 74.5 مليار متر مكعب".

وأضاف أن "استعجال إثيوبيا في تنفيذ السد استغلالا لظروف مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني أدى إلى حدوث أخطاء جسيمة في التنفيذ، وقد اعترفت أخيرا بفشله"، لافتا إلى أن اللجنة الدولية تحفظت على العديد من الخطط المقدمة من إثيوبيا.

وأشار إلى أن "هرولة إثيوبيا في التنفيذ قبل أن تستقر مصر كان الهدف الأعلى، حتى إن مدير الشركة المنفذة للسد قال للجنة الفنية إن تكليفات ماليس زيناوى له عن السد كانت كلمتين فقط: كبير وضخم".

ولفت "نورالدين" إلى أنه "من المعروف عالميا أن السدود النهرية تستغرق 10 سنوات لتنفيذها، ولكن إثيوبيا اشترطت على الشركة المنفذة أن يتم في 5 سنوات فقط، استغلالا لموقف مصر وهذا مستحيل، وأوقعهم في هذه الأخطاء الجسيمة ومرت 7 سنوات وما زالت الشركة لم تنته من المرحلة الأولى للسد".

وعن تأخر إنشاء التوربينات، قال "نورالدين"، إن "الهرولة في تصنيع واستيراد 16 توربينا ضخما لجسم السد، تتطلب تصنيعا دقيقا ووقتا طويلا، وبالتالي حدث تأخير في تصنيع وتسليم التوربينات خاصة أنها تصل إلى موانئ جيبوتي، ويتم سحبها عبر طريق طويل يتجاوز 1200 كيلومتر حتى تصل إلى السد على حدود السودان".

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قد أطلق مؤخرا تصريحات هي الأولى من نوعها، أفاد فيها أن مشروع سد النهضة يواجه تحديات تهدد استكماله، قائلا: "لقد سلمنا سدا مائيا معقدا لشعب لم ير سدا في حياته، وإذا سرنا على المنوال الحالي، قد لا يرى المشروع النور".

وأعلنت إثيوبيا في أغسطس/آب 2017 الانتهاء من 60% من أعمال البناء في السد، فيما تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب.