كشفت صحف بريطانية، الأحد، عن معلومات قالت إنها ترجح كذب رواية السلطات المصرية بشأن وفاة زوجين بريطانيين في فندق بمدينة الغردقة، الأسبوع الماضي، بتوقيت متقارب.
وأكدت صحيفة "صنداي تايمز" أن أكثر من ثلاثين شخصاً تعرضوا للتسمم في فندق ومنتجع "شتيجنبيرغ أكوا ماجيك" خلال الأيام العشرة الماضية، وهو ذات الفندق الذي توفي فيه السائح البريطاني "جون كوبر" ثم لحقت به زوجته "سوزان" بست ساعات فقط.
ورجح تقرير الصحيفة فرضية أن يكون الزوجان قد توفيا بالفندق متأثرين بالتسمم الغذائي، ما ينسف الرواية الرسمية المصرية بشأن الواقعة جملة وتفصيلاً.
ويوم الجمعة الماضي، قالت وزارة السياحة المصرية، في بيان لها، إن وفاة السائحين البريطانيين "طبيعية"، مشيرة إلى أن "جون كوبر" توفي بنوبة قلبية في غرفته، أما الزوجة فتوفيت بعده بست ساعات في المستشفى "حزنا عليه".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر داخل الفندق المصري تأكيده أن عشرين نزيلاً على الأقل شعروا بأعراض التسمم قبل يوم الأربعاء الماضي، أي بالتزامن مع وفاة السائحين البريطانيين، بينما شعر أحد عشر آخرون بالأعراض ذاتها في وقت لاحق لوفاتهما.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "ديلي ستار" عن سائح يُدعى "بول"، عرّف نفسه بأنه صديق الزوجين "كوبر"، أن زوجته عولجت من التهاب المعدة والأمعاء، خلال الإقامة في الفندق.
وأضاف "بول"، الذي كان مقيما في الفندق المصري ضمن رحلة الزوجين "كوبر" ذاتها، أن ابنته، البالغة من العمر ستة عشر عاما، أصيبت بإسهال حاد، كما أنه عانى، قبل يومين من المغادرة، من إسهال وتشنجات معوية سيئة.
وأشار إلى أنه خضع لفحوصات بعد عودته إلى منزله، ليتبيّن له أنه مصاب بمستويات عالية من التسمم بجرثومة "السالمونيلا".
أما ابنة الزوجين "كوبر" فطالبت بمعرفة حقيقة ما جرى لوالديها، خاصة أن أطفالها الثلاثة كانوا برفقتهما في الرحلة التي نظمتها وكالة "توماس كوك" السياحية، حسبما أوردته صحيفة "ذا صن" البريطانية.
بينما نقلت "صنداي تايمز" عن مصادر بالوكالة تأكيدها أنها سجلت 13 حالة تسمم غذائي جديدة من بين عملائها الذين كانوا في الفندق المشار إليه.
وإزاء هذه المعلومات، قال المدير في الفندق المصري "سيفين هيرسكلر" إن الإدارة بدأت تحقيقاً شاملاً لمعرفة أسباب وفاة السائحين البريطانيين والتحقق من فرضية تسممهما.
ورغم اعترافه بحالات التسمم الغذائي في الفندق، إلا أنه استدرك قائلا: "الطبيب في الفندق أفاد بعدم حدوث مزيد منها".
ورغم أن تقرير الطب الشرعي والبيانات الرسمية المصرية أكدت أن أسباب وفاة السائحين البريطانيين طبيعية، إلا أن السلطات اضطرت، السبت، لإصدار أمر بتشريح جثتي السائحين البريطانيين مجدداً من أجل تحديد الأسباب الحقيقية للوفاة.
ولم تصدر نتيجة تشريح الجثتين حتى مساء الأحد، غير أن وكالة "توماس كوك" لم تنتظرها وقررت تأجيل رحلات أكثر من 300 سائح بريطاني كانوا ضمن رحلات نظمتها إلى فندق ومنتجع "شتيجنبيرغ أكوا ماجيك"، لحين ظهور الحقيقة.
