قدم بابا الكنيسة الأرثوذكسية المصرية "تواضروس الثاني" هدية تذكارية، الأحد، لرجل الأعمال والملياردير المسيحي "نجيب ساويرس"، خلال لقاء الأخير بوفد أول ملتقى عالمي لشباب أقباط المهجر في مصر.

وحرص "ساويرس" على تقبيل يد "تواضروس"، بعد تسلمه الهدية، وقبل إلقائه كلمة بالملتقى خلال فقرة "شخصيات عاشت ونجحت في مصر"، وفقا لما نقلته صحيفة المصري اليوم.

ويضم وفد الملتقى، الذي أطلقته الكنيسة المصرية، السبت، ويستمر لمدة أسبوع، مئتي شاب وفتاة من ثلاثين دولة تمثل خمس قارات في مركز لوجوس البابوي بدير وادي النطرون.

ويأتي تنظيم الملتقى بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشاء الكنائس القبطية (التابعة للكنيسة المصرية بالمهجر) في أوروبا وآسيا وأفريقيا وجميع قارات العالم، تحت شعار "العودة للجذور".

وتأمل مصر أن يحيي المؤتمر قطاع السياحة الدينية، عبر المساهمة في جذب ملايين المسيحيين لزيارة البلاد، بقصد السياحة التي انخفضت إيراداتها إلى 3.4 مليار دولار في 2016، وهو ما يقل بنسبة 44.3% عن مستواها في 2015.

وتعوّل مصر على قطاع السياحة لتوفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويًا، بينما يقدر حجم الاستثمارات في القطاع بنحو 68 مليار جنيه، بحسب بيانات وزارة السياحة.

واعتمد الفاتيكان، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وهو الحدث الذي اعتبره المراقبون بمثابة إشارة البدء في انطلاق الرحلات الدينية المسيحية لمصر.  وجاءت المرحلة الأولى للمسار باعتماد روما 8 نقاط من جملة 28 نقطة مرت بها العائلة المقدسة.

وفي هذا الإطار، قال المتحدث الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، القس "بولس حليم"، إن فعاليات الملتقى تنظمها الكنيسة بأحد أماكن مسار العائلة المقدسة، التي مرت بها السيدة العذراء "مريم" خلال زيارتها إلى مصر، وذلك بأديرة وادي النطرون، وهي تلك الأديرة الأثرية التي يستهدفها كثير من السياح خلال زيارتهم لمصر، وفقا لما نقله موقع "إرم نيوز".

وأوضح أن برنامج الملتقى "تعليمي ثقافي سياحي" يستهدف تعريف الشباب من أقباط المهجر بوطنهم الأساسي وكنيستهم الأصلية، بهدف العودة إلى مصر، حسب قوله.

وتابع "حليم" أن ملتقى "العودة للجذور" يأتي بمثابة دعوة للشباب المسيحي في الخارج إلى زيارة مصر ومعرفة تاريخهم وآثارهم، سواء الدينية أو التاريخية بشكل عام، لافتًا إلى أن فعاليات الملتقى ستشمل برنامجًا سياحيًا للشباب القبطي من دول المهجر في مدن القاهرة، والإسكندرية، والإسماعيلية، ووادي النطرون.

وعادة ما تعقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (الطائفة المسيحية الأكبر عددًا في مصر) مؤتمرات صيفية للشباب داخل حدود البلاد بهدف "التعليم والتثقيف"، غير أنها لم تدع رعاياها من الخارج لحضور مؤتمرات في مصر من قبل.

وبلغ عدد السياح في مصر 14.7 مليونا في عام 2010، قبل أن يهوي إلى 9.8 مليون سائح في 2011، ثم إلى نحو 4.5 مليون سائح في 2016، بعد حادث تحطم طائرة روسية في سيناء (شمال شرق مصر)، نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015، ومقتل جميع من كانوا على متنها.