أكدت مشيخة الأزهر، الإثنين، أن التحرش حرام شرعا، سواء كان بالإشارة أو بالقول أو بالفعل، رافضة تبرير البعض لجعل ملابس الفتاة أو سلوكها مبررًا له.
وفي تعليق على ما تداوله ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة من توثيق مصور لحوادث تحرش، لفت بيان أصدرته المشيخة إلى أن "الأمر وصل في بعض الحوادث إلى حد اعتداء المتحرش على من يتصدى له أو يحاول حماية المرأة المتحرش بها".
جاء ذلك بعد إعلان الشرطة النسائية في مصر تمكنها من ضبط 18 حالة تحرش في حديقة الحيوان بمحافظة الجيزة وحدها، بأول وثاني أيام العيد، وتحرير محاضر بها، وفقا لما أوردته صحيفة اليوم السابع (محلية).
وشدد الأزهر على أن تجريم التحرش والمتحرِش يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط، "فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط؛ لما في التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها، فضلًا عما تؤدي إليه انتشار هذه الظاهرة المنكرة من فقدان الإحساس بالأمن والاعتداء على الأعراض والحرمات" بحسب البيان.
ولفت البيان إلى أن تحضر المتجمعات ورقيها إنما يقاس بما تحظى به المرأة من احترام وتأدب في المعاملة، وبما تتمتع به من أمان واستقرار وتقدير، وهو ما أشار إليه الموروث النبوي الذي اعتبر شعور النساء بالأمن مؤشرًا على علو شأن الإسلام واستقرار أركانه.
ودعا الأزهر المؤسسات المعنية في مصر إلى تفعيل القوانين التي تجرم التحرش وتعاقبه على فعله، ورفع الوعي المجتمعي بأشكال التحرش وخطورته، والتنفير من آثاره المدمرة على الأخلاق والحياء، خاصة التحرش بالأطفال.
كما دعا البيان وسائل الإعلام إلى تكثيف البرامج التي تعرف المصريين بما يجب عليهم من تصرُّف حال وقوع حادثة تحرش، بما يردع المتحرش ويوفر الحماية للمرأة أو الفتاة المتحرش بها، وتجنب بث أي مواد تظهر المتحرش بأي شكل يشجع الآخرين على تقليده.
جدير بالذكر أن تقريرا، أصدرته مؤسسة "تومسون رويترز" العام الماضي، صنف العاصمة المصرية (القاهرة) باعتبارها "أخطر مدينة على النساء" ضمن قائمة شملت 19 مدينة كبيرة، يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة على الأقل.
