أثار انتشار مقطع فيديو لمعمم شيعي عراقي، يدعو إلى التظاهر لرفع اسم الخليفتين الأول والثاني (أبي بكر عمر) من المناهج الدراسية، حالة من الاستياء الشديد بين ناشطي شبكات التواصل الاجتماعي.

ويظهر الفيديو المعمم الشيعي "أمير القريشي" مبديا اندهاشه من تنظيم المظاهرات ضد الحكومة للمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي، والتضحية في سبيل ذلك، دون مطالبة مماثلة برفع أسماء "أبي بكر وعمر والزبير" من المناهج الدراسية، معتبرا ذلك من موجبات "غضب الله" التي أدت إلى الوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه العراقيون.

وكان "القريشي" يتحدث مع متصل على الهواء في نقاش حول المطالبة بالحقوق، ليرد المعمم العراقي بأن الدفاع عن "أئمة الشيعة" والخروج ضد الحكومة؛ حتى ترفع تمثال "أبو جعفر المنصور"، الموجود في منطقة المنصورة ببغداد، أولى من التظاهر من أجل تحسين خدمات المياه والكهرباء.

وصب المعمم الشيعي جام غضبه على المشاركين بمظاهرات المطالبات المدنية، واصفا إياهم بـ "الملعونين الذين يدفعون ثمن خذلانهم لآل البيت"، على حد تعبيره.

وأضاف: "ما دتم سكتم عن أبي بكر ولم تخرجوا ضده بمظاهرات وتسقطوا عرشه فاحتقبوها إلى أبد الآبدين.. هذا عار عليكم".

وقوبل المقطع، الذي تداوله ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، بانتقادات لاذعة، واعتبره معلقون حثًا على ترسيخ الطائفية في العراق، مستنكرين مثل هذه الدعوات ممن يتصدرون للشأن الديني في هذا البلد.

وفي هذا الإطار، كتب "مصطفى العراقي" تعليقا على موقع يوتيوب، وصف فيه "القريشي" بأنه "إنسان جاهل" مضيفا: "أنا شيعي أحب عمر وأبوبكر الصديق".

وعلقت "جمانة علي": "نحن بأمس الحاجة لإعادة وحدة العراق، وهذا الطائفي منزعج لأن العراقيين فهموا اللعبة وأصبحوا أكثر حبا وحرصا على الوطن الواحد".

وتعاني محافظة البصرة منذ أسبوعين من شح المياه وتلوثها، الأمر الذي تسبب في تعرض عشرات العراقيين لحالات تسمم وإسهال معوي دفعهم إلى المستشفيات، في الوقت الذي أطلق فيه عدد من الناشطين المدنيين حملات كبرى بمحافظات الانبار ونينوى وديالى لإيصال مياه الشرب الى المحافظة.

جدير بالذكر أن حصيلة العنف الذي طال المتظاهرين المنتفضين ضد الفقر بجنوب العراق بلغ أكثر من 400 شخص ما بين قتيل وجريح، ومعتقل، ومجهول المصير، منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي.